كُتاب الرأي

عام جديد سعيد

 

د. أميرة محمد

عام جديد سعيد

خلق الله الكون ورتبه ونظمه، وجعل فيه مخلوقات عديدة ، ولا شك أن الانسان يأتي على رأس هذه المخلوقات جميعاً، وقد سخر الله سبحانه وتعالى كل المخلوقات لخدمة خليفته على الأرض، فمنذ أن عاش الانسان على الارض ارتبطت حياته بأشياء كثيرة، هامة وضرورية لتيسير حياته، ومن هذه الاشياء ما هو مادي ملموس، ومنها ما هو معنوي حسي، ولا شك أن هذه الاشياء المادية والمعنوية لا غنى للانسان عنها لتيسير حياته، ورغم كثرة وتعدد الاشياء التي انتقاها الله سبحانه وتعالى لتيسير الحياة البشرية إلا أني اثرت الحديث عن أحد وأهم هذه الاشياء على الاطلاق آلا وهو الوقت وبالتحديد العام.

فالعام كما هو معروف لنا هو الفترة التي تستغرقها الأرض في عمل دورة كاملة حول الشمس، ومن المعروف أن السنة الشمسية (365.2422) يوماً، كما أن العام هو الفترة التي يستغرقها القمر في عمل 12 دورة كاملة حول الأرض، والسنة القمرية (354.367) يوماً، وبذلك يكون الفرق بين السنة الشمسية والسنة القمرية هي (10.8752) يوماً، وبعد (33.58) سنة شمسية يكون مجموع هذه الفروق سنة شمسية كاملة (ا)، أي أن السنة القمرية تعود لتلتقي مع السنة الشمسية في نقطة البداية نفسها بعد (33.58) سنة شمسية، ويمكن اعتبار كل نقطة عودة إلى البداية (دورة) مقدارها (33.58) سنة، وتسمى بالازدلاف، لكن المهم هو أنه يوجد عام شمسي، وعام قمري، وكلاهما من أحد وأهم الأشياء التي ارتبط بها الانسان وتأثرت وتتأثر وستتأثر حياته به كثيراً، فالوقت بمشتقاته من عام، شهر، يوم، ساعة، دقيقة، وثانية بل وما هو أقل من الثانية، هو الشيء المشترك بين كل البشر جميعاً، فميلاد الشخص وقت، وحياته وقت، ومماته وقت ايضاً.

وتركيزي على الحديث على العام تحديدا؛ هو لأننا على مشارف استقبال عام جديد، ولا شك أن فئة كبيرة من الناس اليوم أصبحوا حريصون على المشاركة في الاحتفالات بالعام الجديد، وليس المقصد من كلامي هذا هو وجوب البعد عما قد يفرح المرء ويسعد قلبه، بل ما قصدته هو أن تكون الفرحة بما يتناسب ومعايير مجتمعاتنا، ففي رأيي الخاص أنه لا مانع أن يفرح المرء بقدوم عام جديد، املاً في أن يحقق الله له ما يتمناه من خيرات، لكن من باب أولى أن يربط الانسان فرحه بالعام القادم بالنظر إلى ما انجزه في العام الذي اوشك على الرحيل؛ كي يتثنى لنا التقدم، والسير في الركاب العالمي الذي بات لا يتثنى له الاحتفال إلا على أزمة مصطنعة في قلب أمتنا العربية الإسلامية.

ومن دواعي الفرح والسرور أن عامنا المرتقب هذه المرة سيأتي مواكباً لشهر مقدس من الشهور الحرم، وربما هذه تعد فرصة لضرورة النظر من جديد إلى السجلات الحافلة بأمجاد الاعوام في التاريخ الإسلامي، في محاولة لأيقاظ الأمة من ثباتها العميق حتى ضاعت رقعة جديدة من أراضيها لتضاف إلى السجلات التي فقدت آلا وهي سوريا الغالية، فيالها من براكين باتت تنفجر في وجوه الأمة عند نهاية كل عام!؛ كي نبدأ اعوامنا الجديدة بحرائق لا يكتوي بنيرانها سوى الضعفاء، وليس قصدي بالنظر في سجلات التاريخ هو الشعور بالفخر المؤقت؛ لنتناسى آلامنا المريرة، بل ما قصدته هو البحث والتمحيص عن الحلول لإخماد هذه الحرائق؛ حتى يتم هدم الخطط المرسومة لتمزيق أمتنا الحالية؛ حتى يسهل تشريد اجيالنا المستقبلية وتصبح الأرض رقعة قصرية على أناس اختيروا بعناية قوية لتكوين المليار الذهبية.

فلنأجل احتفالاتنا العصرية، بعد إيجاد حلول لمشاكلنا الحالية، قبل أن تصبح جثثنا فرش ممهدة للاحتفال الأجل المنشود.

AMIRA MOHAMMED

(‎@AMIRAMO74926281)

https://x.com/AMIRAMO74926281?T=1GBFXH7J6O9DTCOD0H2XUA&S=08

د. أميرة محمد علي

اكاديمية _ وكاتبة صحيفية _ واديبة مصرية .

‫2 تعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
الذهاب إلى الواتساب
1
م حبا أنا سكرتير رئيس التحرير
مرحبًا أنا سكرتير رئيس التحرير وأنا هنا لمساعدتك.