* تسعون وخمس: الرقم الذي يشبهنا!!*

* تسعون وخمس: الرقم الذي يشبهنا!!*
*عبدالمحسن محمد الحارثي*
*في الذكرى الخامسة والتسعين لليوم الوطني السعودي*
بسم الله الذي زرع في الرمال وطنًا، وفي القلوب ولاءً لا يذبل…
أيها السعوديون الأوفياء :
ها نحنُ على أعتاب اليوم الوطني الخامس والتسعين، لا نحمل رقمًا فحسب، بل نحمل ثقةً تعادل تسعين وخمس درجات من الثبات، وخطوة واحدة نحو المئة الكاملة من المجد.
ها نحن نبلغ العام الخامس والتسعين من عمر المملكة العربية السعودية، لا كرقمٍ في روزنامة وطن، بل كدلالةٍ ناطقة على اليقين، ورسالةٍ تمشي بثقة نحو المئوية.
٩٥ عامًا من السيادة لا تنكسر، والوحدة لا تتشظى، والرؤية لا تغيب.
٩٥ عامًا من وطنٍ، كلّما ظنّه الغريب قد بلغ قمته، أخرج من قلب الصحراء قممًا جديدة.
*الرقم الذي يتكلم*
في منطق العِلْم والإحصاء، حين يقال:
“نحن واثقون بنسبة ٩٥٪”،
فذلك يعني: “ما تبقّى من الشك لا يُذكر، والثقة قد بلغت مداها”.
وما أجمل أن يتقاطع العِلْم مع التاريخ في هذا اليوم!!
فنقول عن مملكتنا:
نحن واثقون… بنسبة ٩٥٪ من المجد، والباقي نكمله بعزمنا.
*بين التأسيس والمئوية: عبورٌ لا يعرف التردّد*
منذ أن أعلن المؤسس الملك عبدالعزيز – طيب الله ثراه – توحيد هذه الأرض عام ١٣٥١هـ (1932م)،
والمملكة تسير بثبات، من صحراء موحّدة بالعقيدة والبيعة، إلى دولة تقود مستقبل المنطقة، وتكتب اسمها حيث تُصنع القرارات.
إننا الآن على بعد خمس سنوات فقط من قرنٍ كامل.
وهذا الرقم “٩٥” ليس حسبة زمنية، بل عتبة بين جهدٍ اكتمل، ووعدٍ يُصنع.
في عام ٩٥ : تكبر الثقة أكثر من الزمن.
في العام ٩٥ من التوحيد ؛ نحتفل لا لأن الأعوام تمر، بل لأن الوطن يتقدم ، نرفع الراية لا لنؤكد أننا هنا، بل لنعلن أننا قادمون أقوى.
٩٥ عامًا من:
-بناء الإنسان قبل العمران،
-صياغة الهوية قبل الأبراج،
-وتمكين المرأة قبل أن تطلب التمكين.
كلها رسائل تقول:
“السعودية لم تُخلق لتبقى… بل لتقود.”
في كل عام، يتكئ الوطن على تاريخه، لكن في عامه الـ95، نراه يتكئ على المستقبل.
فما بين “1932” حين أعلن المؤسس دولةً موحّدة، و”2030” حيث تطل الرؤية على الأفق ؛
يقف العام 95 كرقمٍ يرمز لليقين، للدقّة، للثقة التي لا تهتز مهما اشتدّت الرياح .
*ما بين التأسيس والمئوية: الثقة تمشي على قدمين*
منذ أن أعلن المؤسس عبدالعزيز طيب الله ثراه عام ١٣٥١هـ ؛ وهذه البلاد لا تنمو كغيرها، بل تزدهر كمن قرر أن يُدهش التاريخ.
– في الأمن: دولة لا تهتز.
– في الاقتصاد: رؤية تخترق التوقع.
– في التنمية: يدٌ تبني، وعينٌ لا تغفو.
– في الإنسان: ثروة تتكلم بأكثر من لهجة، وتعمل بأكثر من حلم.
٩٥ بداية وليست نهاية
ولأننا بلغنا الخامسة والتسعين،
فما تبقى ليس تاريخًا ننتظره، بل وعدًا نُنجزه، ومئويةً نُهيّئ لها شعبًا يستحقّها.
الرقم 95 لم يعُد عامًا مرّ ، بل عهدًا قُطع.
– عهدٌ أن لا تراجع عن التقدّم.
– أن لا تهاون في الثوابت.
– أن لا بديل عن الوطن إلا الوطن.
وإن كانت ٩٥% هي نسبة الثقة العلمية ؛ فنحن نُضيف عليها ٥٪ من الإيمان، الإبداع، والولاء ؛ ليكتمل الوطن كما يليق ..كاملًا بالعز، شامخًا بالتاريخ، واثقًا بالمستقبل.
ما بعد ٩٥، ليس أكثر من بداية جديدة ؛ ونحن نخطو نحو مئوية الدولة، لا نحمل أعباء ما مضى، بل نحمل وهج ما سيأتي.
كل جيل سعودي يسلّم الراية للذي يليه، لا ليحملها، بل ليرفعها أعلى.
*أتممنا الثقة، وبقي أن نبلغ القرن *
في عام ٩٥: ليست الأعوام التي تكبر، بل نحن !!
في عام ٩٥ ؛ يكبر الطموح ، تزداد الرؤية وضوحًا ، ويصبح من حق كل سعودي أن يقول:
“أنا ابنُ دولةٍ بلغت ٩٥ من الثقة، وليس في قاموسها كلمة (تراجع).”
٩٥ عامًا ليست فقط في عمر الدولة،
بل هي ٩٥ نبضة في قلب كل مواطن،
٩٥ خطوة باتجاه الغد، ٩٥ سببًا يجعلنا نرفع الرأس ونقول:
“هذا الوطن لا يُعادله وطن”.
في عام ٩٥ ؛ لسنا مجرد أبناء وطن،
نحن أبناء مرحلة تتطلب ثقة بحجم الرقم، وعملًا بحجم الرؤية، وولاءً بحجم الأرض ، وليكن شعارنا:
٩٥.. ليست رقمًا، بل وعدٌ قيد الإنجاز !!
وكل عام، ونحن ٩٥٪ ثقة، و٥٪ حُلم لا يهدأ !!
كاتب رأي