كُتاب الرأي

تربية الأولاد الطموح والرؤية

 

يسعى الوالدان الكريمان إلى تربية الأولاد التربية الصحيحة السليمة في رحاب القرآن الكريم والسنة النبوية المطهرة واصطحاب سيرة السلف الصالح من الصحابة والتابعين وتقديم الرموز والقدوات العظيمة أمام الأولاد ليقتدوا بهم ويسيروا على نهجهم وسيرتهم.

وهذا للأولاد جميعاً من الجنسين ؛ يحرص الوالدان الكريمان على تلك التربية والتنشئة والتعليم والتقويم والتهذيب السليم لكي تنمو وتزكو حياة الأولاد في بيئات صحية صالحة طيبة وجميلة تعينهم على إبراز ما طبعوا عليه من الخير والفضل والصلاح وتكون لهم عوناً على صعوبات وتحديات الحياة .

والإهتمام بالأولاد وتربيتهم وتعليمهم حتى يكونوا صالحين مصلحين من الأهداف الغالية والسامية والعظيمة والكريمة، وهو من الأهداف والمقاصد المشتركة بين جميع الآباء والأمهات في كل بلاد الدنيا .

وعندما تكون الغاية من التربية والتعليم والتنشئة هي صياغة وصناعة الأولاد الصناعة الحسنة الطيبة الجميلة ، وتوجيههم نحو صناعة الأرض وعمارتها ، وسبر أغوارها ، وتحويلها إلى قطع متجاورات من الجنات الخالدات وتحقيق المعنى الحقيقي لوجود الإنسان فوق سطح هذه الأرض الجميلة .

والقيام بتلك المهام والمسؤوليات والأدوار من التربية والتعليم للأولاد حتى يكونوا صالحين ومصلحين ناجحين وفائزين ، أصحاب أعمال مميزة ورائعة وإنجازات تسحر الأعين ، وتملأ الأنفس والأرواح الآدميّة، وتكون تلك الإنجازات من الشواهد القيمة على الوجود الإنساني وإبداعات بني البشر على ظهر هذا الكوكب الجميل تحتاج إلى تظافر الجهود من الجميع .

ومما يعين على تلك التربية والتنشئة والتعليم والتقويم والتهذيب السليم :

أولاً: أفعال الآباء والأمهات :

إن جميع أفعال وتصرفات الآباء والأمهات داخل البيوت مشاهدة ومرصودة من جميع الأولاد ، وهم كذلك يتأثرون بصورة كبيرة واسعة من تلك السلوكيات وتلك التصرفات التي يتصرفون بها أمامهم.

لذلك كان الأجدر والأفضل للآباء والأمهات المحافظة على السلوك الإيجابي السليم في جميع التصرفات والسلوكيات.

ثانياً : أقوال الآباء والأمهات:
إن كل ما يصدر من الآباء والأمهات من الأقوال والأحاديث هو محطة أسماع وأنظار الأولاد ، فهم يتلقون تلك الأقوال والأحاديث للسماع والحفظ والتطبيق العملي المباشر ،

وتبقى تلك الأقوال والأحاديث محفوظة في اللاوعي بالنسبة لجميع الأولاد ، ثم تظهر بعد ذلك كرصيد معرفي وسلوك عملي تطبيقي وتوجيهي في أولادهم وأحفادهم.

لذلك التركيز على الأقوال والأحاديث الإيجابية والتفاؤلية عامل مهم جدا في تربية الأولاد التربية والتنشئة الطبيعية السليمة.

ثالثاَ: تكليفهم بالمهام والمسؤوليات:
في المراحل المختلفة والمتباينة التي يعيشها الأولاد على القائمين على تربيتهم أن يجتهدوا في تعويدهم على المسؤولية والعمل والإنجاز وتحقيق الأهداف والمقاصد الحسنة الطيبة الجميلة.

فهناك ما قبل السادسة من أعمار الأولاد يمكن تعويدهم بعض المهام والمسؤوليات المناسبة لهم ، وكذلك ما قبل الخامسة عشر من أعمار الأولاد يحتاجون إلى مهام وأدوار ومسؤوليات كبيرة نسبياً وعملية تطبيقية ، فتنمية الجوانب والمجالات العملية التطبيقية في حياة الأولاد في هذه المرحلة مهمة للغاية .

رابعاَ: التحفيز والتعزيز للأولاد :

من أهم المسؤوليات والمهام التي على الآباء والأمهات الإهتمام بها هي أدوار الدعم والمساندة للأولاد وتزويدهم بالكلمات الطيبة الجميلة والتحفيز والتشجيع والتعزيز الطيب .

التحفيز والتعزيز للسلوكيات الإيجابية والتفاؤلية مطلب هام في تكوين وتشكيل شخصية الأولاد وصناعتهم الصناعة الطيبة الجميلة الهادئة.

خامساً: إظهار الإهتمام بالأولاد :

الحديث والكلام والتعبير الدائم والمستمر مع الأولاد ، والاقتراب منهم ومن همومهم وأحلامهم وتحدياتهم وأفكارهم واتجاهاتهم وميولهم ورغباتهم والجلوس معهم على مائدة الطعام والشراب ، وفي غرف النوم ، وفي المجالس لهو الأمر العظيم الذي يساعد في تربيتهم وتهذيبهم وتعليمهم.

سادساً: انفاق بعض الوقت الغالي معهم :

يحتاج الأولاد من الجنسين في جميع مراحل حياتهم إلى جميع أنواع الدعم والمساندة والتحفيز والتشجيع المستمر المعنوي والمادي من الآباء والأمهات والمربين والمربيات.
والاقتراب منهم قدر الإمكان وتخصيص بعض الوقت معهم ؛ كالمشاركة في أحاديثهم ولقاءاتهم والجلوس معهم .

وكلما زادت مقادير الدعم والمساندة والتحفيز الإيجابي والمدة الزمنية التي تنفق عليهم كلما تعدل السلوك وتطور إلى السلوك والعمل الصالح الإيجابي.

سابعاً: اكتشاف الطاقات والقدرات والمواهب:

يعد سرعة ودقة اكتشاف ما يحمل ويختبئ في شخصيات وأنماط الأولاد من المواهب والقدرات والملكات والطاقات المختلفة والمتباينة أمراً في غاية الأهمية والضرورية؛ فكلما اكتشفت تلك الطاقات والقدرات والملكات مبكراً كلما سهل التعامل معها وتوظيفها في مكانها لخدمة الوطن والمواطن.

ثامناً: المساعدة في فهم الحياة وتحدياتها :
إذا عرف الأولاد من الجنسين الذكور والأناث أن طريق الحياة الطويل ليس مفروشاً لهم بالورود والزهور والفل والكاذي والياسمين وإنما طريقهم مفروش بالصعوبات والتحديات والعقبات والآلام والأحزان والأفراح والأتراح والمحبة والمودة والكره والبغض وهكذلك .

كان لذلك أكبر الأثر في فهم سبيل وطريق الحياة على
طبيعتها وحقيقتها ؛ وأنها تحتاج إلى الصبر والمثابرة .

تاسعاً: الرموز والقدوات العظيمة:
عند الحديث مع الأولاد عن قدواتهم ونماذجهم في الحياة وتقديم أولئك الرعيل الجميل في جميع مجالات الحياة المختلفة المادية والمعنوية، وأن على الأولاد أن يختاروا ما يرونه مناسباً لهم في الأفكار والألفاظ والأسنان .

عاشراً: الدعاء الدعاء الدعاء للأولاد والأهل وجميع المسلمين والمسلمات والمؤمنين والمؤمنات بالهداية والإستقامة والخير والبر والصحبة والصلاح وأن يكونوا مواطنين صالحين مصلحين.

المصلح والمستشار الأسري
د. سالم بن رزيق بن عوض.

د. سالم بن رزيق بن عوض

أديب وكاتب رأي وشاعر ومصلح ومستشار أسري

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى