كُتاب الرأي
(تجار المعلومات )

محمد سعد الربيعي
(تجار المعلومات )
كلنا نتذكر حرب الخليج الأولى والثانية ، وهي الحرب العراقية الايرانية كحرب أولى ، والغزو العراقي للكويت كحرب ثانية ، هي هكذا كانت في عقد التسعينات الميلادية وقبلها ، وكيف قُسم العالم العربي ، مع ، وضد ، في الحرب الخليجية الثانية ، ولعلي هنا فقط اتناول كيف كان موقف ياسر عرفات ( ابو عمار) وكيف كان يؤدي التحية المعروفة له لصدام حسين ، ويبوس كتفه (صدام ) إستبشاراً بما أقدم عليه (صدام )من غزو الجاره الصغيرة التي دعمته في حربه مع ايران ، وتأييده ( ابو عمار ) للتدخل العراقي في الكويت ، وإحتلاله ، ونسي أو تناسى أنه كان يعمل مهندساً في إحدى الشركات الكويتية في بداية الستينات الميلادية ، ومن الكويت هناك أعلن هو ومن معه من بعض القيادات الفلسطينية كالحسيني وغيره تأسيس منظمة التحرير في عام 1964 م ، ومن هناك أيضاً تلقى الدعم العربي ، وخاصة من المملكة والكويت التي كانت فيها الاخيرة حينذاك تسيطر على الصحافة العربية ، ودعمت ابو عمار حتى أن صار علماً فلسطينياً معروفا،
ولتلك التأييدات التي صاحبت حرب الخليج الثانية ومساعي وخيانة ابو عمار وجوقته تم الاعلان عن تأسيس المجلس العربي بقيادة العراق ، وتكون من الفلسطينيين ، والاردن ، وبعض الدول المغاربية ، وانسحب حسني مبارك في اللحظات الاخيرة منه ، وعندها شُق الصف العربي ، وبادرت المملكة في حينه وتحملت كل آثار ذلك الغزو العراقي الظالم ، وقال الملك فهد طيب الله ثراه كلمته المشهورة التي لاتزال تُسمع وترن في كل أُذن تريد التعدي على الكويت أو الخليج بشكلٍ عام ، وهي إما تعود الكويت أو تذهب المملكة معها ، وكان النصر للمملكة والكويت ، وتم إستعادة قصر دسمان . فرحم الله الملك فهد ، وحفظ الله قائد مسيرتنا خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان ، وولي عهده أميرنا وصاحب رؤيتنا الطموحة محمد بن سلمان .
ما أود الذهاب له هو عنوان المقال في تجارة المعلومات التي يمتهنها الكثير من النصابين ، ومنهم رؤساء دول كما اسلفت سابقاً ! ويدعون أن لديهم معلومات تهم البلد الفلاني والعلاني ، وما يخطط له ، وهكذا من مزاعم كاذبة تلوكها ألسن أولئك الاشخاص الذين امتهنوا هذه المهنة ليس الا في البحث عن المال ، واستدرار العواطف ، ومحاولة نسج الأكاذيب التي يعرف من خلالها المتلقي أن ما دعى تلك الزمر في اللجوء لهذا الاسلوب هو محاكاة أنفسهم المريضة في إعتقادٍ أنهم يستطيعون تمرير تلك الاكاذيب والعمالة التي يمارسونها وعلى مستويات كبيرة تصل لحد تلك القيادات التي خانت العهد والضمير ، وباعت أنفسها للشيطان .
بالطبع تعلم ( مارس) هذه المهنة الكثير من العناصر العربية ، وصاروا على نهج قياداتهم في تأليف وترويج المزاعم الكاذبة ، وباعوا أنفسهم بثمن بخس ولمن يدفع الأكثر ! ، ولم يقتصر الأمر على الترويج للأكاذيب فقط ، بل إحتلوا المنابر الاعلامية في بعض القنوات المأجورة من أجل الإساءة لكل موقف عربي حازم ، واستخدموا تلك الوسائل في تمرير اكاذيبهم في محاولة لشراء المواقف تحت دعايات تنظيمية فاسدة ومتطرفة ليس الا! .
وفي الحقيقة أن هناك من ذهب كما يقال (روحت مقيط ورشاه ) وذهب لمزابل التاريخ ، ولم يترك أثراً حسنناً ، بل سيرة رائحتها تزكم الأنوف ، والبعض لازال يعرض مهاراته في خفة وخفية تثير الإشمئزاز وقلة الحياء ، وهم للاسف يستخدمون اسطوانتهم المشروخة ، ويحاولون تسجيل مواقف تعود لهم بفتات الموائد نتيجة عمالة قذرة لأنظمة تستخدمهم كأجراء ، وبائعي أحذية ! والدور قادم عليهم ليصبحوا كسلفهم الهالكين .
من خلال التجارب مع هذه الفئة المريضة ما تلبث أن تعود وتلتوي على نفسها في محاولة استرضاء من أساءت لهم ، بدون خشية وحياء ، وهم كثر للأسف ، ويقبعون في بلادهم ذات المتنفس الضيق ، وعلى فتات موائد الاعداء في بعض العواصم الاوربية والعربية ، ويلاحظ وجودهم في العاصمة اللندنية وباريس ، حيث يكثر إصطياد هؤلاء السفلة الذين ينعقون في شوارعها ، ويكتبون في صحفها الصفراء .
ومنهم ونتيجة لفقدانه الشيمة والحياء التي يتصف بها كل رجل عربي حر ، تجده يحاول العودة بعد الإساءة وكأن شيُ لم يكن للدول التي أساء لها متذرعاً ببعض التصرفات لطلب العفو والصفح عنه وتغيير جلده ، وفي كل الاحوال هو يبحث عن مصدر رزق جديد له نتيجة إقفال الباب في وجه ، أو انكشاف حقيقته المريضة لمن كان يوظفه ويستخدمه كبوقاً ناعقاً،
ولعله من المناسب في التعامل مع هؤلاء هو وضع قوائم سوداء لهم ، وعدم قبول إعتذارهم ، أو التعامل معهم ، وعلينا أن نحرص نحن كمواطنين منهم في الخارج عند التواجد في الاماكن التي تتواجد فيها تلك العينة ، لأنهم كنافخ الكير ، حيث الابتعاد عنهم يعد سلامةً ، وبالتالي يضيق على هذه الحالة ، وتنكشف ألاعيبهم وخستهم الدنيئة.،،،،،