تبكي السماء يا أمي

فاطمه الحربي

تبكي السماء يا أمي

رسالة عزاء لمن فقد أمه

تبكي السماء حين أذكر اسمك، حين أناديك فلا يأتيني الرد، حين أبحث عن حضنك فلا أجد سوى الفراغ. تبكي السماء معي، لأن الأرض ضاقت على قلبي بعد رحيلك، ولأن الحنين إليك أكبر من أن يُحكى، وأثقل من أن يُحتمَل.

يا أمي… رحلتِ، وكأنك أخذتِ معك دفء الأيام، وسكينة الليالي، ونبض الحياة. لم أكن أعلم أن البيت بدونك سيصبح مجرد جدران باردة، وأن صوتك الذي كان يملأ المكان سيصبح ذكرى عالقة في زوايا الذاكرة.

كم مرة نظرتُ إلى السماء وقلت: “أمي هناك”، كم مرة تمنّيت لو أن الغياب مجرد حلم أستيقظ منه، ولو أن رحيلك كان خطأ يمكن تصحيحه. لكن الحقيقة أقسى من الأحلام، والموت لا يعيد من نحبهم، بل يتركنا نحارب الوحدة والحنين في كل لحظة تمرّ.

تبكي السماء يا أمي حين أشتاق إليك، حين أحتاج دعاءك فلا أسمعه، حين تضيق بي الدنيا ولا أجد من يربّت على قلبي كما كنتِ تفعلين. لكنني أعلم أنك في مكان أجمل، حيث لا ألم ولا حزن، وأعلم أن حبك باقٍ في داخلي ما حييت.

تبكيك السماء، ويُخيَّل لي أن كل الوجود يبكي معي…

رحلت، وكأن الكون كله فقد لونه، كأن الدفء انسحب من الأيام، وكأنني وحدي في عالم صامت، لا صوت فيه سوى صدى ذكرياتك. تبكيك السماء وكأنها تشاركني وجعي، وكأن الغيوم أدركت أن فقدانك ليس مجرد غياب، بل انطفاء لجزء من روحي

رحمك الله يا أمي، بقدر ما أحببتك، بقدر ما افتقدتك، وبقدر الدموع التي تبكيها السماء كلما ناديتك في غيابك.

كاتبة رأي واعلامية