كُتاب الرأي

بين الهيئة العامة للطرق ووزارة النقل والخدمات اللوجستية

 

بين الهيئة العامة للطرق ووزارة النقل والخدمات اللوجستية.
قُدّر لي أن أسلك طريق السيل الذي يربط بين مكة المكرمة ومدينة الطائف، للأسف تمنيت أني لم استخدمه لكنها الظروف شاءت في هذاك اليوم أن استعمله ، انطلقت في رحلتي من الطائف إلى مكة الحبيبة الساعة الحادية عشرة مساءً ، وعندما وصلت إلى ذوي حجي منطقة تبعد عن وسط الطائف ثلاثة وثلاثين كيلو مترا، بدأ الطريق يضيق شيئًا، فشيئًا، ثم انقطعت إضاءة أعمدة الإنارة، بات الطريق حالكًا، وأصبح كل قائد مركبة يستخدم أنوار التلاقي ، لا يهمه إلا مصلحته الخاصة ، لا يهمه إن كان قائد المركبة التي تتقدمه متقيدًا بالسرعة أم لا ، غير آبه بكاميرات الرصد الآلي الخاصة بنظام المرور ؛ إلا حين يصل إليها ، عندها يبطئ من سرعته حتى لا ترصده فيأخذ مخالفة .
وبعد أن يتجاوزها قليلا يضغط بأقصى قوته ليزيد في تسارع عداد سيارته معرضًا حياته وحياة من معه وحياة الآخرين للخطر .
بعد أن نتجاوز هذا الخطر الجسيم من تهور قائدي المركبات ، ونتعامل بحذر شديد مع ضيق الطريق ، ننتقل إلى همّ أكبر ، ألا وهو تشوه الطبقة الأسفلتية.
كأنك في معركة مع المقود مرة يأخذك يمينًا وكرّة أخرى تنتقل للحارة المقابلة لكي تتلافى السقوط في الخندق الأسفلتي، هناك تشوه في وجه الطريق ، فالطبقة الأسفلتية تكثر بها الخنادق التي لا تبقي ولا تذر من عظام السيارات ولا عضلاتها، طبقة تحتاج إلى عمليات تجميل من أطباء الطرق ، لكن لا أعلم من هم أطباء وصيادلة الطرق ، هل هم الهيئة العامة للطرق ، أم وزارة النقل ، أم الأمانات والبلديات.!! لا أعلم صدقًا، أين هي الجهة التي يجب عليها خياطة الجروح وإنارة الطريق!! وأنا في طريقي على سرعة بطيئة للغاية كنت أطرح على نفسي أسئلة كثيرة منها :
هل هناك ازدواجية في المهام بين الهيئة العامة للطرق ووزارة النقل والخدمات اللوجستية ، أم أن الأمانات والبلديات لها مهام تتداخل أيضا فيما يخص السفلتة والإنارة ، المهم سرت بمركبتي على مهل فلا إنارة، ولا مخارج واضحة لو قدر على المسافر ورغب في العودة ، ولا حتى اتساع في الطريق ، كما أن المقطورات والشاحنات الكبيرة تأخذ وضع الاصطفاف خلف بعضها البعض فلا مسافة آمنة بين كل مركبة ، وأخرى ولا نظام مراقبة على الطرق يجعل السائقين يقودون مركباتهم بطريقة منضبطة، في مشهد أشبه بسباق الراليات الدولي ، الكل يريد أن يصل إلى وجهته في الوقت المحدد ، والكثير منهم في اعتقادي يقود مركبته وهو لا يعلم ما معنى لوحات إرشادية ، وماذا تعني تلك العلامات الموجودة على الطريق.
في الختام هناك آباء يستخدمون الطرق البرية يوميًا ويقطعون المسافات الطويلة للوصول إلى أبنائهم وأسرهم ولا يرغبون من سفرهم إلا رؤيتهم سالمين، كما أن هناك نفوس بريئة، أطفال ونساء وعجزة، يرافقون أهلهم ويرغبون الوصول إلى مقر سكنهم في أمن وسلام بلا حوادث ولا فواجع.
وهناك زوار ومصطافين من دول مجاورة يستخدمون هذا الطريق الحيوي ينقلون ما يشاهدون.
آخرًا:
أتمنى السلامة للجميع.

علي بن عيضة المالكي
كاتب رأي

علي بن عيضة المالكي

كاتب رأي وإعلامي

‫6 تعليقات

  1. فتحية علي
    موضوع حيوي ، وتساؤل في محله ، نتمنى أن يجد آذان مصغية ، و يثمر على أرض الواقع بالتغيير للأفضل بإذن الله .. بوركت أ علي

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى