أقلام ناشئة

بين الحلم وعقبات الطريق

بين الحلم وعقبات الطريق

في زاوية غرفتها الصغيرة جلست شهد علی ،سریرها تحدق في كومة
كتب الطب التي اشترتها قبل سنوات، رغم أنها الآن في تخصص
مختلف لا تحبه، كان حلمها أن تصبح طبيبة أن تلمس حياة الناس
وتعيد الأمل إليهم، لكن واقعها أصبح مختلفا تماما .
“لم تكن عائلتها
تؤمن بهذا الحلم، وكانوا دائمًا يرددون “الطب لا يناسبك فكري في
شيء أسهل ! ” في تلك اللحظة، شعرت بثقل العالم على كتفيها.

بدأت تشعر بأنها تعيش حياة ليست لها وكأنها عالقة في عالم
يرفضها. كانت تحاول دراسة تخصصها الحالي، لكنها تجد نفسها تعود
كل مرة تقلب صفحات كتب الطب، تقلب صفحاتها وتقرأ عناوينها، وكأنها تبحث عن
ذاتها في تلك الكلمات. ذات يوم قررت كتابة مذكرات تعكس معاناتها
وكتبت: “ هذا المكان لايناسبني …هل سأبقى أسيرة قضبانه ؟ !” لكنها مزقت الورقة فور الانتهاء، وكأنها تخاف
مواجهة الحقيقة.

في أحد الأيام جمعت شجاعتها وقررت الحديث مع والدها أخبرته
عن شغفها وعن الليالي التي تقضيها تفكر في قاعات المستشفيات
وفي المرضى اللي تحلم أنها تسهم في شفائهم. في البداية كان
رد ،والدها صارمًا، لكنه في النهاية قال: “إذا كنت صادقة مع
نفسك، فأثبتي لنا قدرتك. ”

مع مرور الأيام بدأت بوضع خطة للوصول لحلمها، بما في ذلك
إعادة تنظيم وقتها وإقناع عائلتها خطوة بخطوة. وفي يوم قبولها في
كلية الطب، عادت للغرفة التي كانت يوما ما مليئة بالشكوك، وأخذت
تنظر للكتب القديمة بابتسامة وهمست: “أنا الآن أقرب لنفسي أكثر
من أي وقت مضى.

بقلم ✍🏻 أصايل اليزيدي

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى