كُتاب الرأي
بين الأزمات والفرص
بين الأزمات والفرص
يظل الأمل أكبر من مجرد شعور فردي عابر فهو يمثل قوة اجتماعية قادرة على إحداث التغيير ودفع الناس نحو العمل والتكاتف. فالأمل هو الذي منح أجيالاً سابقة القدرة على الصبر في مواجهة الأزمات الاقتصادية والتمسك بالعلم رغم قلة الإمكانات وبناء أوطانها من جديد بعد كل كبوة.
غياب الأمل على مستوى الفرد يعني التوقف عن المحاولة لكن غيابه عن المجتمع يعني التوقف عن الحياة. ولهذا يصبح دور الإعلام والمؤسسات التعليمية والقيادات الاجتماعية محورياً في تعزيز الأمل ليس عبر الوعود المجردة بل من خلال خطط واقعية تؤكد أن المستقبل يمكن أن يكون أفضل إذا اجتمعنا له بصدق.
الأمل يربط الناس حول أهداف مشتركة ويمنحهم طاقة تتجاوز حدود الفرد لتصبح قوة جماعية. إنه ما يدفع الشاب للبحث عن عمل رغم الإحباط، وما يجعل الأم تربي أبناءها على القيم رغم الضغوط وما يبعث في الأوطان قدرة متجددة على النهوض بعد الأزمات.
إن التمسك بالأمل ليس ترفاً عاطفياً بل مسؤولية اجتماعية. فالمجتمع الذي يفقد الأمل يعيش بلا بوصلة بينما المجتمع الذي يتغذى به يصبح قادراً على مواجهة التحديات وتحويلها إلى فرص للنهوض والتجديد.
الأمل ليس مجرد شعور نعيشه بل هو فعل نبني به حاضرنا ونرسم به مستقبلنا.

