بينَ السعادةِ والمتعةِ : كيف نُوازِنُ بينَ الأخذِ والعطاء ِ؟

بينَ السعادةِ والمتعةِ : كيف نُوازِنُ بينَ الأخذِ والعطاء ِ؟
أميرة عبدالله المغامسي
السلامُ الداخليُّ والطمأنينةُ والرضا؛ غاياتٌ يسعى إليها كلُّ إنسانٍ ، فهي التي تمكّنُه من مواجهة تقلُّباتِ الحياةِ ، والمُؤمنُ الواعي يُدرك أنّ سعادته تُصنع من داخله، فهو شاكرٌ لله في النعمةِ ، صابرٌ عند البلاءِ ، يحيا برضًا يقيه اليأس والاضطراب.
من منظورٍ عِلمي، يُسهم هرمون السيرُوتُونين – المُسمّى بهرمون السعادة – في تهدئة النفس وتعزيز الاستقرار العاطفي. يُحفِّزُه : العطاءُ، والقناعةُ، والتفاؤُلُ ، وأبسطُ أعمالِ الخيرِ، يمنحُ الإنسان طاقةً إيجابيّةً طويلةَ الأمدِ.
في المُقابلِ ، هُناك هرمونُ الدوبامين المُرتبطُ بالمتعة اللحظية، كاقتناء الجديد من المُقتنياتِ ( سيارة ، جوال ….) وتحقيق رغبةٍ ماديةٍ. ورغمَ أنّ تأثيرهُ سريعٌ و مبهجٌ، إلّا أنّه قصيُر الأجلِ ، يعتمدُ على الأخذِ لا العطاءِ ، يقودُ إلى البحث المستمر عن مثيراتٍ جديدةٍ، ممّا يُقلِّلُ من عمقِ السعادةِ الحقيقية.
قِيلَ (كُلَّما زادت المُتعةُ قلت السعادةُ ) .
المُتعةُ ليست مذمومةً في ذاتها، لكنّها إن صارت محور الحياةِ أضعفت أثرَ السعادةِ العميقة. فالمُعادلةُ الصحيحةُ تكمُنُ في التوازنِ : مُتعةٌ تُبهجُ ، وسعادةٌ تُهذِّبُ .
كاتبة رأي
حين قرأت كلماتك عن التوازن بين السعادة والمتعة، وجدتني أبتسم داخليًا… لأنك وضعت يدك على جوهر ما نبحث عنه جميعًا. ✨
أنا أؤمن أن السعادة ليست شعورًا عابرًا، بل حالة عميقة من الرضا الداخلي تُنبتها القلوب حين تتعلم كيف تعطي قبل أن تأخذ، وكيف تحمد الله في كل حال.
المتعة جميلة، نعم… لكنها مثل ومضة برق، تُضيء لحظة ثم تنطفئ. أما السعادة فهي نور ثابت يُضيء دربك مهما تكاثفت الغيوم.
سرّ المعادلة في رأيي: أن نستمتع دون أن نُستَعبَد، وأن نعطي دون أن نشعر بالنقص، أن نوازن بين لحظة تُبهجنا وعمق يُهذبنا.
فحين نتذوق المتعة بعين الشكر، ونعيش السعادة بعين القناعة، نكون قد لمسنا أجمل معاني الحياة.