كُتاب الرأي

بوح الصور بسر الغياب

بوح الصور بسر الغياب

رؤى مصطفى

كثيرًا ما نتأمل صور الراحلين فنشعر فيها بشي غامض، كأن الموت كان يسكن الملامح قبل أن يطرق أبوابهم.

وكأن ابتسامة عابرة أو نظرة بعيدة لم تكن مجرد لحظة عادية، بل إشارة لم نفك رموزها إلا بعد الغياب.

هذا الإحساس قد يفسر نفسيًا؛ فالعقل يعيد قراءة الصور بعد الفقد بعينٍ مثقلة بالحزن، فيرى فيها ما لم يكن يراه من قبل.

وربما هو أثر الذاكرة الانتقائية التي تُبرز صورة واحدة وتترك العشرات.

لكن هناك أيضًا البعد الروحي الذي لا يمكن إنكاره، فالصورة في لحظات معينة قد تحمل أثرًا من صفاء الروح أو استسلامها، فتغدو أشبه بمرآة لرحلة لا نفقهها إلا عند النهاية.

تظل صور الراحلين أكثر من مجرد وجوه مجمده؛ هي رسائل صامتة، بعضها يوحي بالطمأنينة، وبعضها يترك فينا سؤالًا معلّقًا: هل كانت أرواحهم تعلم؟ أم أن أرواحنا نحن هي من تبحث عن معنى في وجوههم بعد أن رحلوا؟🕊️

كاتبة رأي 

 

رؤى مصطفي الجعر

كاتبة رأي ومستشارة إعلامية

تعليق واحد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى