كُتاب الرأي
بنك جبر الخواطر

سمير الفرشوطي
بنك جبر الخواطر
تظهر فكرة “بنك جبر الخواطر” كشعلة أمل وسط ظلام الوحدة والاغتراب. هل هي حقًا الحل الذي يحتاجه مجتمعنا المعاصر، أم أنها مجرد وهم عاطفي يتجاهل جذور المشكلة؟
الفكرة الثورية: إقراض المشاعر
تخيل مؤسسة تقدم “قروضًا” فريدة من نوعها:
صداقة حقيقية للوحيدين
حب دافئ لمن أنهكهم البرود العاطفي
دعم معنوي للمثقلين بالهموم
أمل متجدد لفاقدي الثقة بالغد
هل يمكن حقًا “إقراض” هذه المشاعر؟ وهل يمكن للعواطف أن تخضع لمنطق “الإقراض والسداد”؟
بين المثالية والواقعية
مزايا الفكرة:
تسليط الضوء على أزمة العزلة الاجتماعية
خلق شبكة دعم للفئات الأكثر هشاشة في المجتمع
تعزيز قيم التعاطف والتضامن
إشكاليات التطبيق:
صعوبة قياس وتقنين المشاعر والعواطف
خطر تحول العلاقات الإنسانية إلى معاملات “بنكية”
إمكانية استغلال حاجة الناس للدعم العاطفي
الفئات المستهدفة: هل الجميع بحاجة لـ”قرض” عاطفي؟
اليتامى: هل يمكن لـ”قرض” أن يعوض حنان الأبوين؟
العمال: أليس من الأجدى محاربة الاستغلال بدل “جبر الخواطر”؟
الأطفال: كيف نضمن سلامتهم في ظل هذا النظام الجديد؟
المحبون: هل الحب الحقيقي يحتاج لوسيط “بنكي”؟
تساؤلات جوهرية
هل يعالج “بنك جبر الخواطر” الأعراض أم الأسباب؟
كيف نضمن استدامة هذا النموذج دون تحوله لاستغلال عاطفي؟
ألا يمكن أن يؤدي هذا النظام إلى تعميق الشعور بالعزلة على المدى البعيد؟
نحو نموذج متوازن
لعل الحل يكمن في الجمع بين فكرة “بنك جبر الخواطر” وإصلاحات اجتماعية عميقة:
تعزيز التعليم العاطفي في المدارس
دعم برامج التواصل المجتمعي
محاربة أسباب العزلة الاجتماعية (كالفقر والبطالة)
تشجيع ثقافة التطوع والمبادرات المجتمعية
الخاتمة: دعوة للتفكير النقدي
“بنك جبر الخواطر” فكرة تستحق التأمل. إنها تدعونا للتفكير في جوهر العلاقات الإنسانية وقيمة التضامن الاجتماعي. لكن علينا أن نتساءل: هل نحتاج حقًا إلى “بنك” ليذكرنا بإنسانيتنا؟ أم أن الحل يكمن في إعادة اكتشاف قدرتنا الفطرية على التعاطف والتواصل؟