( بلا ميعاد )

( بلا ميعاد )
………
رغم ذبول العينين والملامح ، وجدتها شامخة في مملكتها الصغيرة ، مُحاطة بأكاليل الزهر والكثير من التُحف والهدايا والبطاقات ، لمساتها بالمكان فريدة من نوعها ، زاوية كلاسيكية وأخرى تراثية وثالثة عصريّة مُبتكرة..
.
فتحتُ بابَ المحل بموعد مُسْبق بعد أن حادثتها صباحاً ، بغرض تجهيز هديّة خاصة ، تاركة لها حريّة الاختيار والتنسيق ، فأنا مع مقولة ” لا يُفتى ومالك بالمدينة “..
.
ألقيت السلام عليها وتجاذبنا أطراف الحديث وتجولت في مملكتها المصغّرة ، وكلّي انبهار بمقتنيات المحل و بعبقهُ وهدوء الإنارة ، لوهلة شعرتُ بالدفء وأغرمتُ بالمكان..
.
انتهتْ من لمستها الأخيرة على الهديّة وطلبتُ منها بطاقة ، لأدوّن عبارة الاهداء ووضعتها على الهديّة دون أن تنتبه..
سألتها ممازحة وأنا بكامل ابتسامتي قائلة : ما رأيك بالهديّة ..؟
سكتتْ لبرهة كأنها تستوعب السؤال وغرابتهُ ، ثم قالتْ: بما أنني صنعتُها ، أراها جميلة..
قلت لها : إذاً مبارك عليكِ الهديّة
عوداً حميداً لمملكتك الصغيرة ولعُودتك للمحل بعد غياب وانقطاع..
.
ودّعتها وهي بكامل دهشتها وحيرتها من تصرفي ، وأنا بكامل بهجتي وخجلي ، بعد عناق شكرٍ وفرح منها..
……..
الكاتبة :أحلام أحمد بكري