خواطر

بقايا أحاديثُ العابرين

بقلم /صباح أحمد العمري

 

بقايا أحاديثُ العابرين
——————

فتحتُ نافذةً في صدري…
فدخلتْ ريحُ الحيرةِ بلا استئذان.
رأيتُ الطريقَ يمشي، ولا أحد يعود!
الخطى تذوبُ في فمِ الغياب،
والأرواحُ…
تُتركُ معلّقةً على أبوابِ الأمس.

العابرون…
كأنّهم صدى لم يُولد،
ظلٌّ أضاعَ الجسد.

الساعةُ منتصفَ الليل،
النجومُ بدت كأنّها رحلت قبلي،
وكأنها استبدلت بوصلةَ الأمل!

في الزاوية…
وقف يصطادُ الفراغ،
صنّارته ترتجفُ من بردِ الوحدة،
كأنّ البحرَ قد نسي كيف يتنفّس.

عاد بخيبةٍ…
سلكَ دربًا نسي ملامحه!
البيوتُ تلوّنت،
والأسماءُ اختبأت خلف الأبوابِ الموصدة!

سأل الحياةَ عن العابرين…
ردّ وحده الصدى:
“مرّوا، لكنّهم لم يكونوا هنا!”

حتى الضجيج،
كان يحاول أن يتذكّر أصواتهم!

اقترب من ناسكٍ على حافةِ السراب..
قال: دلّني عليَّ… إن كنتَ تراني!

فأجابه:
“أغمضْ عينيك،
فما تراه ببصرك محضُ وَهم،
وما تُبصره ببصيرتك… هو الحياة.

الأرضُ مرآةُ المارّين،
تمحوهم حين يغادرون،
وتحتفظ فقط بضجيجهم…
كأنّه نشيدُ الرحيلِ الأخير.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى