كُتاب الرأي

لماذا يكرهون كتب ودورات تطوير الذات ؟!

الكاتب / وليد ابراهيم قادري

التميز وصناعة النجاح، أطلق قدراتك، البرمجة اللغوية العصبية NLP، تحليل الشخصية والخط (الجرافولوجي)، التنمية البشرية، التنمية الذاتية، الطريق نحو الثراء، السر (قانون الجذب)، قوانين السعادة والتفاؤل، الشاكرات، الريكي، علوم الطاقة، الذكاء العاطفي، تدريب المدربين وغيرها من العناوين التي تطورت في العقدين الماضيين واختلط فيها الحابل بالنابل والمفيد بالمكرر وأنتجت لنا نوعين من الناس، نوع يمجد فيها ويقدرها ويتعلمها ويعتبرها ضرورة في هذا العصر، ونوع يرى أنها كلام فارغ ممل وغير مجدٍ ومدعاة لخداع الناس والمكاسب غير المشروعة..

سأقف في المنتصف عند هذه النقطة حتى أعطي كل طائفة حقها ثم أعود لإجابة السؤال..

سأبدأ بالكتب،يحتاج تصنيف القراء لمقالات وليس لفقرة بسيطة، لكنني هنا سأعرج على قراء كتب التنمية الذاتية، فكما أن هناك متعصبون للروايات والأدب، وغيرهم للكتب المتخصصة سواء كانت دينية أو علمية، فهناك متعصبون لكتب التنمية ويقابلهم تيار يعارض وجود هذه الكتب من الأساس، الفريق الأول يرى أن الإنسان لا غنى له عن تثقيف نفسه بتجارب الآخرين حتى يستفيد في مسيرته، الفريق الثاني يرى أن الكلام الإنشائي غير الواقعي التجارب المستنسخة قد تضيع هوية الفرد..

لكن ماذا لو وسعنا دائرة الاستفادة من مفهوم التنمية الذاتية لنصل لنقطة مشتركة؟!

فنعتبر أن أي رواية أو سيرة ذاتية أو كتب التاريخ -والتي تحوي ذات التجارب التي قدمها لنا السابقون على هيئة حكم وأمثال- ستقدم لنا فوائد شبيهة بما تعلمناه من كتب التنمية الذاتية، أي أنك إنك اكتسبت قيمة الطموح والنجاح من كتاب لانثوني روبنز فستجدها أيضاً على شكل موقف لغازي القصيبي أو فصل في سيرة ستيف جوبز أو أبيات شعرية للمتنبي..

ستستطيع استخلاص القيم التي تحتاجها من أي كتاب تختار قراءته، إن كنت تريد أن تأخذ الثمرة فعليك بكتب التنمية الذاتية وإن كنت صبوراً بما فيه الكفاية فلتجن ثمراتك من الكتب التي تعجبك، وإن كنت لا هذا ولا ذاك فالحياة ودروسها كفيلان بتنميتك- إن كنت واعياً..

بذات المعنى في الدورات، هل ستستطيع التمييز بين من يقدم الفائدة بدون مقابل أو يأخذ مقابلا مناسبا لتعبه وخبرته تماما كما يكسب مؤلف الكتاب من نشره، أم أن الهدف مادي بحت واستنزاف لجيوب واحتياجات الناس وتلاعب بمشاعرهم، هنا عليك أن ترتقي بوعيك لتعرف الفرق ومن أين تستقي التحارب التي تفيدك بغض النظر عن مصدرها، والحكمة ضالة المؤمن..

التنمية الذاتية شئنا أم أبينا بحر من التجارب وفيه كنوز، بيدك الخيار أن تغوص، أو تكتفي بما يجلبه الصيادون، لكن إن بقيت على الشاطئ فلن ينالك المكسب..

قاص و كاتب رأي

وليد قادري

كاتب رأي وقاص

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى