بصمة الموت

سعياً وراء تطوير الأداء وتحفيز العاملين عمدت كثير من المؤسسات الحكومية والخاصة الى استحداث جهاز البصمة في جميع مواقعها لضبط دخول وخروج منسوبيها في الوقت المحدد وبالتالي مكافأتهم ومحاسبة المقصر منهم إضافة الى نشر الوعي بأهمية الوقت والالتزام بالمواعيد فيما بينهم وقد كان لذلك الكثير من الإيجابيات التي حصدتها تلك المؤسسات في القطاعين العام والخاص .
الا أن لا مبالاة بعض الموظفين وعدم إكثراثهم بحساب الوقت المتوقع للوصول سبب الكثير من الحوادث المرورية الشنيعة والخساير المادية الجسيمة في الأرواح والممتلكات بسبب حساب غير دقيق ادى الى سرعة زائدة رغبة في التبصيم في الوقت المحدد نتج عنها مخالفات مرورية وحوادث مفجعه ولهذا السبب أطلقت عليها بصمة الموت مجازاً .
أقدمت على تحرير هذا المقال بعد الحادث المروع الذي وقع لثلاثة شبان في ريعان شبابهم يعملون في إحدى الشركات الأمنية التي تستخدم جهاز البصمة لتحضير موظفيها وكانت نتيجته وفاتهم جميعاً تغمدهم الله بواسع رحمته ، وأثبتت الشواهد فيما بعد أنهم من أفضل الموظفين وأن سرعتهم الزائدة كانت لرغبتهم في الوصول الى الموقع في الوقت المحدد تلافياً للحسم الذي سيترتب على التأخير .
والأحرى بالموظفين والموظفات معرفة الوقت المتوقع للوصول مع الأخذ في الإعتبار وضع وقت إضافي تحسباً لما قد يحدث من مفاجآت في الطريق قد تعطل حركة السير وتؤخر سالكي الطريق ودمتم سالمين .
عبدالله بن سالم المالكي
كاتب رأي ومستشار أمني
صحيفة آخر أخبار الأرض
الأحد 12 / 5 / 2024