الأخبار

بصل الجيران

بصل الجيران ..!

أحمد العوفي

ليس هذا العنوان مقصود بذاته ، فالأمر أعمق من مسألة حبة بصل ، كانت تطلبها الجارة بكل أريحية من جارتها التي تلبي بكل فرح؛ ليصل مع حبة البصل قنطار حب يُستقبل بكل امتنان، وتقدير، وثناء ، ولسان يلهج بالدعاء !! بل مؤشر على حسن الجوار، وحق الجار الذي حث عليه الإسلام وشدد على فضله في القران والسنة ، وعظمه و أجله الإباء والأجداد، حتى كانت بيوت الحي المتجاورة كأنها بيت واحد ، بساطة ، حب، احترام، تقدير، بل ولربما توزع أهله طبخة واحدة ” كُشنت ” من تلك البصلة .

تلك البصلة كانت رابط من روابط عديدة تربط بين الجيران ، ضعف بعضها فهوينا لـ” لكيف حالك يا جاري ، أنت بحالك وانا بحالي ” و تصرم و اندثر بعضها، فوصل الأمر إلى محاضر الشرطة بسبب موقف سيارة أو ” هوشة بزران “!

اتفق معكم أن من الجيران مزعج ، لا يراعي خصوصية ، و لا يعترف بحق جار و جوار ، وهؤلاء قلة بحمد الله ، ومعك ذلك جيرتهم وحقها تفرض الصبر عليهم ومداراتهم، وكما يقول احبابنا في مصر ” اصبر على جار السوء، يا يرحل، يا تجي مصيبة تشيله “.

ختاما أوصيكم بهذه الاستعاذة النبوية ((اللَّهُمَّ إنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنْ جَارِ السُّوءِ فِي دَارِ الْمُقَامَةِ؛ فَإِنَّ جَارَ الْبَادِيَةِ يَتَحَوَّلُ)) .

أحمد جزاء العوفي

كاتب رأي وإعلامي

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى