كُتاب الرأي

بداية الاختبارات– تحدٍ بين الفرح والعزيمة

بقلم الكاتبة/ جوهرة ال صالح

بداية الاختبارات– تحدٍ بين الفرح والعزيمة

مع انتهاء عطلة عيد الأضحى المبارك، يعود الطلبة إلى مقاعدهم الدراسية في مرحلة حاسمة من العام الدراسي، حيث تتزامن أجواء الفرح والاحتفال مع بداية اختبارات نهاية العام. وبين بهجة العيد وروحانيته، وتوتر المذاكرة والاستعداد، يخوض الطلبة تحديًا فريدًا من نوعه، يختبر فيه توازنهم، وانضباطهم، وقوة إرادتهم.
يمثل عيد الأضحى مناسبة دينية واجتماعية عظيمة، تحمل في طياتها الفرح، صلة الرحم، والسفر، والتجمعات الأسرية، وهو ما قد يسبب في بعض الأحيان تشتت الذهن عن الهدف الأهم في هذا التوقيت: الاستعداد الجاد للاختبارات النهائية. لكن وسط هذه الأجواء، تبرز عزيمة الطلاب والطالبات الذين أدركوا أن النجاح لا ينتظر، وأن الفرحة الحقيقية تكتمل بالتفوق والإنجاز.
لقد أثبت الكثير من الطلبة أنهم على قدر المسؤولية، حيث استطاعوا التوفيق بين الاستمتاع بمظاهر العيد، وتنظيم الوقت للاستعداد للامتحانات بوعي وإصرار. فالتحدي لم يكن فقط في محتوى المواد، بل في القدرة على إدارة الوقت، وضبط النفس، والتحول السريع من أجواء الاحتفال إلى التركيز والانضباط.
ومع انطلاقة أيام الاختبارات، تسود المدارس أجواء من الهدوء والتركيز، وتظهر علامات الجدية على وجوه الطلاب الذين تسلحوا بالثقة، بعد رحلة عام كامل من الاجتهاد. وتتكاتف الجهود من قبل الأسر والمعلمين لتهيئة الأجواء المناسبة والداعمة، مما يعزز من أداء الطلاب ويشعرهم بالاطمئنان.
في النهاية، تُثبت هذه الفترة أن التحديات قد تكون دافعًا للنجاح لا عائقًا له. فعندما يواجه الإنسان التزامات متعددة في وقت واحد، يظهر معدن الإرادة الحقيقي. وكل طالب وطالبة اجتهد في هذه الظروف، هو نموذج يُحتذى به في قوة العزيمة والإصرار.
كل الأمنيات بالتوفيق والنجاح لأبنائنا وبناتنا في اختباراتهم، وأن يكلل الله جهودهم بالتميز والتفوق.

كاتبة رأى ومؤلفة

جوهرة حمزة آل صالح

كاتبة ومؤلفة ومشرفة ثقافة الطفل والقصص المتحركة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى