كُتاب الرأي

(بالتسامح تزدهر الأمم)

الكاتبة/ زايده علي حقوي

(بالتسامح تزدهر الأمم)

الحمدللّه الذي شرف وطني مهبط الوحي بالإسلام، وحباه بالكعبة المشرفة قبلة المسلمين في كافة أرجاء الأرض، واصطفى لرسالته خير الأنبياء محمد بن عبدالله عليه وعلى آله وأصحابه الأخيار صلوات ربي وسلامه ليوم الدين، قدوتنا في القيم، ومُعلمنا للفضائل جاءنا بخير الصفات، وأجمل الحُلل، وحثنا على إتباع الأوامر وحذرنا من المساوئ،، ولنا في كتابنا المحكم التنزيل خير دليل على كل خُلقٍ حميد، وقيمة نافعة، جاء القرآءن الكريم شاملاً لكل مافيه خير للمسلم في دينه ودنياه، وأكدها فعل الرسول عليه الصلاة والسلام، وأصحابه في السنن، واتبعها الأئمة والسلف الصالح فتناقلها الأجيال وتربوا عليها جيلاً بعد جيل،، فلا أسمى، ولاأعظم من قيمة التسامح والصفح، والعفو عند المقدرة، متى ما تربى عليها المرء بإختلاف دينه ومعتقده، وأثرت في سلوكه وتعامله وسائر شؤون حياته فنراها تعود عليه بالسعادة والنفع، والراحة والطمأنينة، وينعكس ذلك على بيئته، ويتعداه لمجتمعه..
فالتسامح خُلق إسلامي عظيم، وصفة حسنة،.تُكسب صاحبها الصفاء والنقاء، والرضى والسلام، والإستقرار الداخلي، …فليس ضعفاً أن تصفح حين تقدر بل من أعلى مراتب الإيمان أن تبتغي ماعندالله وتنسى الثأر والحقد، وتتغافل لأجل الود ولبقاء المحبة بدل من الشعور بالكراهية ونبذ الآخرين، وإضمار الضغائن، ولنا في الكتاب العظيم خير دلالة على ذلك فقد حثنا الله عزوجل على تلك القيمة في العديد من الآيات ففي قوله تعالى في سورة الحجر(فاصفح الصفح الجميل..) آية٨٥ وغيرها الكثير من الآيات التي تدعوا للتسامح والدفع بالحسنة، وعدم رد الإساءة بمثلها،
وهُنا يكمن الجمال الإنساني وترتفع قيمتة في نقاء القلوب وطهارتها من خلال المسامحة

… ولنا في رسولنا عليه الصلاة والسلام أسوة حسنة في تعامله مع الجميع ممن تسببوا له بالأذى وأساؤوا إليه في رحلته للطائف حينما ناداه ملك الجبال… كان رده بالدعاء لهم.. وهنا ضرب أروع الأمثلة في الصفح والتسامح والصبر،، لذا ينبغي علينا تعزيز تلك القيمة في أنفسنا وفي تعاملنا مع الآخرين،، والمملكة العربية السعودية تدعوا دائماً لذلك وتنبذ التطرف والكراهية، والعنف والتفرقة، وتنادي للمحبة والسلام والتسامح، فلافرق بين الناس، والدين الإسلامي يدعوا للوسطية والإعتدال، واحترام الآخرين والقيام بحقوقهم وأداءها وتسعى جاهدة لنشر ثقافة التسامح والمساواة بين الجميع، وتقبل الإختلافات في الأعراق والطبقات، ولذا نجدها تنادي في( اليوم الدولي للتسامح) الذي يوافق ال16 من نوفمبر… بتعزيز تلك القيمة وترسيخها والحث عليها،وهذا مما دعت إليه رؤية المملكة العربية السعودية2030 وعززت تلك المبادئ الإسلامية العظيمة التي نفعها لايتوقف عند الفرد بل يتعداه لمجتمعه، وثم المجتمعات الأخرى فيعم الأمن والسلام والرخاء، والطمأنينة وترتقي الشعوب وتزدهر الحضارات.

كاتبة ومؤلفة وقاصة

زايده علي حقوي

كاتبة ومؤلفة وقاصة ومشرفة الخواطر والقصة القصيرة

تعليق واحد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى