كُتاب الرأي

باحث عن عمل

 

باحث عن عمل

يفرح شبابنا وشاباتنا بالتخرج من المرحلة الجامعية والحصول على شهادة البكالوريوس في التخصصات العلمية والأدبية والفنية والشرعية التي تم اختيارها من قبلهم ، وتعم هذه الفرحة الكبرى فرحة الآباء والأمهات الذين كانوا وراء تلك النجاحات وذلك التخرج البهيج ، وهم الدعمون والمساندون لأولادهم من البنات والبنين.

وكما تُقيم بعض الجامعات الاحتفاء والاحتفال بالخريجين والخريجات ، وتفرح بهم وتُكرّم المتفوقين والمتفوقات منهم ! كذلك تقيم الأسر الكريمة والعوائل المباركة الاحتفالات العريضة لتلك المناسبة الغالية على الجميع والتي تأتي ثمرة من ثمرات التعاون والتكاتف والتآلف والتكامل والتوازن والصبر والمصابر والتحمّل.

وتمضي قوافل ومواكب الخريجين والخريجات فرحة مسرورة بهذا الإنجاز الكبير ، وهو الكبير حقاً ! في عيون جميع الآباء والأمهات فأولادهم من البنات والبنين وصلوا إلى مرحلة مهمة ومنعطف جميل ورائع وكبير ، وهم مستعدون لدخول سوق العمل والإنتاج لخدمة دينهم ومليكهم ووطنهم .

إنهم يملكون الشهادات العلمية والأدبية الجامعية ويملكون الحماس والرغبة والإرادة الحقيقية في تسلم الأعمال والوظائف والمهام والمسؤوليات ليكونوا سواعد حقيقية للبناء والعمار في هذا الوطن الجميل الغالي وهم مشاركون فاعلون في النهضة الوطنية المميزة القادمة .

لكنهم يصطدمون بالعقبات والصعوبات والتحديات الجديدة في هذه الأعمال والوظائف أو تلك ! ومن تلك التحديات والصعوبات والعقبات التي يواجهها الباحثون الجدد عن العمل الإتقان والجودة في اللغة الإنجليزية تحدثاً وكتابة ، والمهارات العليا والمتقدمة في الحاسب الآلي ، وطلب سنوات الخبرة في هذا المجال او ذاك ! .
تلك من الشروط والمعايير التي تطلب منهم عند التقديم للوظائف والأعمال المختلفة .

هذه الشروط والمعايير عامة التي يجب أن تتوفر كلها في الخريجين والخريجات الجدد ! ويضاف إليها الحصول على الرخصة في مزاولة المهنة ؛ كل تلك الضوابط والمعايير والشروط لا بأس بها حتى ينال هذه الوظائف والأعمال الأكفاء من الشباب والشابات وحتى يقدموا للمستفيدين الخدمات والمنتجات المميزة والرائعة.

لكن شبابنا وشاباتنا اليوم أمام عدد من التحديات والصعوبات والعقبات العصرية منها ما يتعلق بهم هم ! ومنها ما يتعلق بطرق وآليات التوظيف ! ومنها ما يتعلق بأرباب المؤسسات والشركات التي يفضل الشباب والشابات اليوم الالتحاق والانضمام إليها رغم ما يواجهون من صعوبات وعقبات للحصول على تلك الوظائف والأعمال عند بعض المؤسسات والشركات.

ويمكن إجمال تلك العقبات والتحديات التي تجعل شبابنا وشاباتنا يتحركون في حلقة مفرغة للبحث عن عمل مناسب منذ استلام وثيقة التخرج وحتى الحصول ذلك العمل الحقيقي المنشود :

اولاً : ضعف وقلة الوعي والفهم عند عدد عريض من الشباب والشابات عن آليات وطرق التوظيف بعد التخرج من الجامعة.

ثانياً: تركيز الطلاب والطالبات في الدراسة الجامعية المنهجية على الدراسة الجامعية حتى في السنة الأخيرة سنة التخرج منها .

ثالثاً: ربما ضعف الشراكات ما بين القطاع الحكومي والأهلي الخاص وقطاع الجامعات العريض وخصوصاً في التخصصات المطلوبة من سوق الإنتاج والعمل ، وهناك فيما يبدو بعض الشراكات المحدودة مع بعض المؤسسات والشركات لكن ذلك لا يغطي كل التخصصات وكل الكليات ولا يغني عن الآلاف المؤلفة التي تتخرج كل عام لترى نفسها عاطلة عن العمل رغم المؤهلات النوعية .

رابعاً: ضعف المعرفة والتواصل من شبابنا وشاباتنا الخريجين والخريجات مع المنصة الوطنية الموحدة للتوظيف( جدارات ).
وربما لو سألنا بعض الطلاب والطالبات في السنة الأخيرة من الجامعة عن اسم المنصة الوطنية الموحدة للتوظيف ؟!
ربما كانت الإجابة لنا صادمة !.

خامساً: يغلب على بعض شبابنا وشاباتنا الخريجين والخريجات الثقة واليقين الكبير في قدوم الوظائف والأعمال إليهم دون بذل الجهود والأسباب القوية وأمتلاك المهارات للحصول على تلك الوظائف ،بالرغم من عدم اكتمال الجانب المهاري لديهم .

سادساً: هناك جهود كبيرة وعظيمة ومميزة تبذل للتسويق والإعلان والإشهار عن الوظائف والأعمال عبر معارض يوم المهنة وغيرها لكنها قد لا تتصل إلى شبابنا وشاباتنا بصورة قريبة وواضحة.

سابعاً: حاجة الأسر الكريمة والعوائل المباركة إلى التعريف بتلك البرامج والمبادرات وأهميتها لحصول أولادهم على الوظائف والأعمال الجميلة الطيبة وذلك من خلال وسائل التواصل الاجتماعي الشاملة والكاملة .

ثامناً: بعض شبابنا وشاباتنا الباحثون عن العمل لديهم معايير ومقاييس عالية في الوظائف والأعمال التي يرغبون في الالتحاق بها ، فهم ينظرون إلى المناصب العالية والرواتب الكبيرة وهم ما زالوا في أول سلم من سلالم الوظيفة.

تاسعاً: تمهين جميع مشاريع التخرج في السنة الأخيرة من الدراسة المنهجية الجامعية؛ وإبرام الشراكات من خلالها مع الجهات المعنية بالتوظيف ، حتى يمكن التنسيق مع منصة جدارات في السنة الأخيرة.

عاشراً: الحمد لله رب العالمين بلدنا بلد الخير والفضل والبركة فالأعمال والوظائف لجميع التخصصات العلمية والأدبية موجودة ومتوفرة فقط ؛ يحتاج شبابنا وشاباتنا الباحثون عن العمل إلى الإتقان في المهارات الحياتية والتي يحتاجونها في وظائفهم وأعمالهم بل حتى في حياتهم اليومية.

المصلح والمستشار الأسري
د. سالم بن رزيق بن عوض.

د. سالم بن رزيق بن عوض

أديب وكاتب رأي وشاعر ومصلح ومستشار أسري

‫2 تعليقات

  1. كاتب الصحيفة المبدع د . سالم ، لافض فوك على اختياراتك الموفقة دائماّ للمحتوى المطروح👍

    فمقالك هذا يسلط الضوء على أهم التحديات التي يواجهها الخريجون الجدد في سوق العمل بشكل مميز .
    ومن المهم أن نكون واعين لهذه المعايير والشروط ، وأن نسعى لتطوير مهاراتنا لمواجهة العقبات العصرية. شكراّ لك دكتور سالم على طرح هذا الموضوع المهم جداّ👍

    1. السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
      الأستاذة القديرة ابتسام الجبرين
      شكرا شكرا لكم على مروركم الجميل
      وعلى الإضافة المميزة والرائعة
      لكم منا خالص الدعاء بالتوفيق والسداد
      وإلى الأمام دائما وابدا…

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى