كُتاب الرأي

التوازن الصعب

التفكير الإيجابي والواقعية القاسية يمثلان نهجين متناقضين في التعامل مع الحياة والنجاح. فالبعض يؤمن بأن التفكير الإيجابي هو المفتاح لتحقيق الأهداف، حيث يساعد على تحفيز الذات، وتعزيز الثقة بالنفس، وتحسين الصحة النفسية والجسدية. لكن في بعض الأحيان، يمكن أن يتحول إلى وهم زائف إذا أدى إلى تجاهل العقبات الفعلية، مما يجعل الشخص يصطدم بالواقع عند أول تحدٍّ حقيقي.
في المقابل، يعتمد الواقعيون على مواجهة الأمور بموضوعية واتخاذ قرارات تستند إلى الحقائق، مما يساعدهم على توقع العقبات والاستعداد لها، ووضع خطط عملية، وتجنب الإحباط الناتج عن التوقعات غير الواقعية. لكن الإفراط في الواقعية قد يؤدي إلى التشاؤم والخوف من المجازفة، مما يحدّ من الفرص المتاحة للنمو والنجاح.
التوازن بين التفكير الإيجابي والواقعية هو الحل الأمثل. فالتفاؤل المدروس يمنح الدافع للاستمرار دون الوقوع في الأوهام، بينما تساعد الواقعية على اتخاذ قرارات سليمة دون الوقوع في السلبية المفرطة. لتحقيق هذا التوازن، يجب الجمع بين الإيمان بالقدرات والعمل الجاد، ووضع أهداف طموحة مع خطط واقعية، والتعلم من الأخطاء دون اعتبارها فشلًا نهائيًا. بهذه الطريقة، يصبح النجاح نتيجة مزيج من الأمل المدروس والعمل الفعلي.

معلا السلمي

كاتب رأي

معلا علي السلمي

كاتب رأي وإعلامي

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى