كُتاب الرأي

( ايران وسوريا الجديدة )

 

 

تطرقت فيما سبق من مقالات حول النكسة الايرانية في سوريا ، وفجائية ذلك على رأس حكومة خامنئي التي لم تتوقع حدوث تلك الكارثة ، وهروب عميلها ، ورأس حربتها في دول المماتعة بشار الاسد .

وما ذكرت عن أنه لن يهدأ بال ايران حول ما حدث ، وأنها لن تترك ذلك ، وستطرق كل الابواب من أجل العودة لسوريا بأي صورة كانت ! وكذلك ما أضفته في هذا الجانب بأن تأخذ القيادة السورية الجديدة حذرها من توظيف ايران للقاعدة وداعش والمنظمات الشيعية المتطرفة حيث ايران لديها البراعة في اللعب على أوتار هذه المنظمات المتطرفة التي تؤوي عناصرها في طهران ، وذلك من أجل إثارة الفوضى والخراب في سوريا .

الشاهد في هذا المقال أن ايران سترمي بكل أوراقها من أجل العودة لسوريا ، وانها لن تقف مكتوفة الأيدي أمام ما حدث لها من إنكسار في سوريا ، ولعل أهم الاوراق لديها الان هو اعادة تنظيم القاعدة الارهابي وداعش ، مع بعض التنظيمات الشيعية المتطرفة ، ولكنها لا تعول على هذه المنظمات الشيعية كتعويلها على داعش والقاعدة ، وهي ستضغط على هذا الاتجاه بكل ما أُوتيت من قوة للعودة للساحة السورية ، وستعمل من هناك على محاولة إحياء حزبها في لبنان .

المهم في هذا الجانب ، وهو ما على القيادة السورية الحذر منه هو الجانب العراقي الذي لا يؤتمن جانبه ، وكما هو معروف بأن العراق يعد ساحة ايرانية تلعب فيها كيف تشاء ، وتعتبرها مقاطعة ايرانية بواسطة أذنابها وعملائها شيعة الفرس الذين يتحكمون في كل مفاصل العراق .

لو رجعنا للوراء قليلاً ، واستعرضنا الكيفية التي بعثت بها العراق لوفدها لدمشق والذي يرأسه مدير مخابرات بغداد ، وهي ربما كانت رسالة توجس ، وخيفة ، أو أن العراق دُفع بذلك دفعاً من ايران حيال تشكيل ذلك الوفد الذي لا يعد ، ولا يعترف به كبروتكول  في هكذا زيارة رسمية لرئاسةٍ سوريةٍ جديدة!

هناك أيضاً ما يجب على سلطات سوريا الاهتمام به ، والحذر منه هو عودة العلاقات الدبلوماسية بين العراق وسوريا ، وهو ما تسعى له العراق حالياً ، وهو ربما ما وراء الأكمة ، أو بإيعازٍ ايراني ، أي الرغبة الايرانية في ذلك حيث ستوظف هذه البعثة ( العراقية) لادارة مخابراتها ، ومخابرات الحرس الثوري في دمشق ، ومن خلال ذلك تنفذُ لتجنيد العملاء ، وشراء الذمم ، كما هو معروف وما تقوم به ايران من خلال مستشارياتها الثقافية في التغلغل في الدول التي تستضيف البعثات الدبلوماسية الايرانية في الخارج.

لن تعير ايران أي مبدأ أخلاقي أو دبلوماسي في إيذاء سوريا ، وخاصة بعد هزيمتها ، وانحسار نفوذها ، والأقرب الان لتحقيق هذا الهدف هو العراق ، وتوظيف كل جوانبه التي تسيطر عليها ايران لخدمة أهدافها في سوريا بما في ذلك الجانب الدبلوماسي ، والبعثات العراقية في دمشق في حالة اعادة العلاقات الدبلوماسية بين دمشق وبغداد ، وكذلك استخدام الحدود العراقية السورية في تأجيج المناطق السورية المتاخمة للعراق ، وتأسيساً على ذلك فإن على سلطات دمشق الأخذ بذلك بعين الاعتبار ، والتنبه لأي دور ايراني ، وحتى لو كان ذلك بالوكالة ومن أي جهة كانت !؟

محمد سعد الربيعي

كاتب رأي

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى