كُتاب الرأي
العلاقات السعودية–الأمريكية

سويعد الصبحي
العلاقات السعودية–الأمريكية
93 عامًا من الشراكة الاستراتيجية ومسيرة القادة
على مدار أكثر من تسعة عقود أرست المملكة العربية السعودية والولايات المتحدة الأمريكية نموذجًا فريدًا لعلاقات ثنائية مبنية على المصالح المشتركة والتفاهم السياسي والتعاون الاستراتيجي الذي أسهم في تشكيل ملامح الاستقرار الإقليمي والدولي.
منذ اللقاء التاريخي بين الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود والرئيس الأمريكي فرانكلين روزفلت عام 1945استمرت هذه العلاقة في النمو والازدهار مع حفاظها على ثوابتها ومرونتها في التعامل مع المتغيرات الإقليمية والدولية.
في الرابع عشر من فبراير 1945 اجتمع الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن مع الرئيس روزفلت على متن البارجة الأمريكية (كوينسي) في لقاء يُعد حجر الزاوية للعلاقات السعودية–الأمريكية.
ناقش الزعيمان ملفات الطاقة والأمن والاستقرار في المنطقة وأرسى قواعد الاحترام المتبادل والتفاهم الذي استمر لعقود.
محطات بارزة على طريق التعاون
• 1957: زيارة الملك سعود بن عبدالعزيز إلى واشنطن ولقاؤه الرئيس دوايت أيزنهاور عززت العلاقات الدبلوماسية والدفاعية وشهدت توقيع اتفاقيات اقتصادية وعسكرية.
• 1974: لقاء الملك فيصل بن عبدالعزيز بالرئيس ريتشارد نيكسون جاء في وقت حساس عالميًا حيث ناقشا قضايا النفط والطاقة مما أسهم في بلورة تفاهمات حول استقرار أسواق النفط.
• 1978: لقاء الملك خالد بن عبدالعزيز بالرئيس جيمي كارتر أكّد استمرار العلاقات الاستراتيجية رغم التحديات العالمية المتغيرة.
• 1985: لقاء الملك فهد بن عبدالعزيز بالرئيس رونالد ريغان في واشنطن شهد تعزيز التعاون الأمني والدفاعي خصوصًا في ظل التطورات الإقليمية آنذاك.
• 2008: لقاء الملك عبدالله بن عبدالعزيز بالرئيس جورج بوش الابن ركّز على ملفات مكافحة الإرهاب وتعزيز الشراكات الاقتصادية.
• 2017: زيارة الملك سلمان بن عبدالعزيز إلى واشنطن ولقاؤه الرئيس دونالد ترامب أسفرت عن توقيع اتفاقيات تاريخية في مجالات الدفاع والاقتصاد والتكنولوجيا.
• 2022: لقاء الأمير محمد بن سلمان ولي العهد بالرئيس جو بايدن أعاد التأكيد على مركزية العلاقات بين البلدين مع التركيز على التحديات الإقليمية والتحولات الجيوسياسية بجانب ملفات الطاقة والمناخ.
ترتكز العلاقات السعودية–الأمريكية على عدة ركائز أساسية تشمل:
1. التعاون الأمني والدفاعي: من خلال اتفاقيات تسليح وتدريبات عسكرية مشتركة ودور السعودية في الحفاظ على أمن واستقرار الخليج العربي.
2. الشراكة الاقتصادية والطاقة: السعودية أحد أكبر مصدري النفط للولايات المتحدة بجانب استثمارات متبادلة في قطاعات البتروكيماويات والطاقة المتجددة.
3. مكافحة الإرهاب: تعاون وثيق في تبادل المعلومات الاستخباراتية وتجفيف منابع الإرهاب ومواجهة التحديات العابرة للحدود.
4. القضايا الإقليمية والدولية: تنسيق مستمر حول ملفات مثل القضية الفلسطينية وأمن الخليج، والاستقرار في الشرق الأوسط.
مع دخول العلاقات عامها الـ93 تواصل المملكة العربية السعودية والولايات المتحدة العمل على تعميق الشراكة بما يتماشى مع رؤية السعودية 2030 من خلال توسيع مجالات التعاون لتشمل الابتكار والتحول الرقمي والطاقة النظيفة والتعليم.
وبينما تتغير التحالفات وتتشكل خارطة السياسة الدولية تبقى العلاقة السعودية–الأمريكية نموذجًا متينًا لشراكة تتجاوز المصالح الآنية نحو استقرار مستدام ورخاء مشترك.