كُتاب الرأي
امحها يا علي

سلطان عيد المرشدي
امحها يا علي
لا بد أن تُرغمك الظروف يوما ما على تقديم تنازلات ليس ضعفا منك بل سعيا للحفاظ على أشياء أُخرى لتبقى.
امحها يا علي
من الحكمة والعقل أن تتجاوز أحيانا لأجل تحقيق مبادئ أُخرى تراها ستحقق لك الكثير أو تُزيل عنك بعض العقبات والمصاعب.
امحها يا علي
في معترك الحياة ستجري بك السفينة إلى غير وجهتك ولكي تعيدها للمرفأ الذي تُريده دون أن تغرق عليك رمي بعض الأشياء الثقيلة وترسو على شاطئ جزيرتك.
امحها يا علي
تتنازل أحيانا لرأب الصدع كي لا تخسر علاقة أخوية أو علاقة أبوية.
امحها يا علي
تتغاضى عن البعض لأجل بقاء الأهم.
امحها يا علي
قد تضطر لخلع أحد أسنانك (مجبراً أخاك لا بطل) لتهدأ نفسك وتريح جسدك من ذلك الألم، وهكذا نحن مع بعض حقوقنا نتركها أحيانا إذا اضطررنا لذلك.
امحها يا علي
التنازل لا يكون في الثوابت كالدين والعقيدة بل في أمور خاصة.
امحها يا علي
التنازل ليس دائما محمودًا؛ لأنه قد يُشعر الآخرين بضعف الشخصية مما يجعلهم يتمادون ويتسلقون للاعتداء على الحقوق، ولكن أنت وعينك على ما يمكن أن يخدمك ويجلب لك مصلحة وفائدة وأحيانا لغيرك.
امحها يا علي
يقول محمود درويش:
أكبر تنازل تقدمه في حياتك هو أن تتأقلم، أي: تتأقلم بعد التنازل مع من يستحق ماقدمته لأجله.
امحها يا علي
امحها يا علي هي: إستراتيجية عملها النبي صلى الله عليه وسلم تبين أهمية التنازل عن الصغائر لأجل تحقيق أهداف عظيمة ومهمة.
في صلح الحديبية اختار المشركون سفيراً لهم، سهيل بن عمرو لعقد الصلح وبعد الاتفاق على قواعد الصلح قال صلى الله عليه وسلم: (هات اكتب بيننا وبينك كتاباً) فدعا الكاتب علي بن أبي طالب رضي الله عنه وقال: تكتب بعد باسمك اللهم: هذا ما قاضى عليه محمد رسول الله وسهيل بن عمرو فاعترض سهيل بن عمرو وقال: والله لو نعلم أنك رسول الله ماصددناك عن البيت ولكن اكتب محمد بن عبدالله فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم لسيدنا علي: امحها يا علي واكتب محمد بن عبد الله فقال علي رضي الله عنه: والله لا أمحها أبداً يارسول الله فقال صلى الله عليه وسلم: هاتها يا علي فمحاها بيده عليه الصلاة والسلام؛ لأنه يعلم تماماً أن علي لن يمحو كلمة رسول الله.
جميل جدآ شكرا لطرحك الرائع واسلوبك المتميز …
ولكن لدى اضافة بسيطه ربما لامست هذه السطور شيئا في خواطرنا واردت أن اشاركك رأيي …
كاتبنا الرائع ..
ربما نتنازل لمره واثنان وثلاث ولكن
في الاخير
كثرة التنازل تفقد الانسان جزء من ثقته …
لانه يصبح السهل الذي لا يهاب الناس كسره .. وربما في نظرهم عديم للاحساس والمشاعر .
ولماذا نصل الى التنازلات ونحن قادرون أن نمسك زمام الامور وأن لايتجاوز كل واحد منا حدود اللباقه والادب …
اخيرا كاتبنا الرائع كل شي يمكن ان تتنازل عنه الى اذا وصل الى حد
من هم اغلى عليك من روحك ..
فلنقطع التنازلات … 🤗
فعلا ذكرتها في المقال : التنازل ليس دائما محمودًا؛ لأنه قد يُشعر الآخرين بضعف الشخصية مما يجعلهم يتمادون ويتسلقون للاعتداء على الحقوق، ولكن أنت وعينك على ما يمكن أن يخدمك ويجلب لك مصلحة وفائدة وأحيانا لغيرك.
شكراً لمروركم وتعقيبكم