كُتاب الرأي
(اليمن ومستقبله السياسي)

(اليمن ومستقبله السياسي)
كان لابد لليمن واليمنيين ، وكذلك قيادته المتمثلة في حكومة الشرعية أن تبادر بالأخذ بالتطورات السياسية والعسكرية التي تحدث الان على الساحة الدولية ، وكذلك الإقليمية واليمنية ، وتنظم صفوفها المتهالكة للاسف! لتحرير اليمن كما يحدث الان في بعض الدول العربية التي شحذت هممها وشمرت عن سواعدها وسواعد أبنائها في صفوف قواتها المسلحة ، والتفت على قياداتها الذين يشاركونهم في المعارك ، ويتشاركون معهم في النزول لساحات القتال من أجل تحرير بلدانهم ، وهو أيضاً للاسف ما يُفتقد في اليمن ! فنرى في السودان كيف كان ويكون البرهان يقود المعارك من جبهة لجبهة حتى تحرر السودان ، وقبله في سوريا كيف كان الشرع يقود المعارك وينزل بين المقاتلين ، ويشحذ هممهم حتى ان تحقق لهما النصر وحررا بلديهما من قوات طاغيةً ، لاتعترف الا بالقتل وإسالة الدماء .
مايحدث في اليمن يعد ظاهرة ملتبسة بالكثير من العوامل التي تفت في عضد كل من يحاول أن يسعى لتحقيق النصر لليمن ، وإعادة صنعاء وأجزاء كبيرة من تعز والحديدة وعمران وحجه والمحويت والجوف وكتاف وأجزاء من مارب وآب وذمار وهو مايمثل كل اليمن الشمالي تقريباً الى دولة اليمن بقيادتها الحالية المتمثلة في الشرعية التي يقودها الدكتور رشاد العليمي ، ولعل مايلفت النظر من هذا التهالك الغير مستغرب لهذه القيادة ، والقيادات التي سبقتها هو استمراء الخيانة بين قيادات هذه الحكومات المتعاقبة ، وعدم مبالاتهم في الأخذ بكل مايؤدي لتحرير اليمن ، ويتوازى مع هذا العامل المهم فساد هذه القيادات وهو عامل آخر لايقل خطورة عن الاول (الخيانة ) ، وهو مالوحظ منذ بداية وانطلاق عملية تحرير اليمن من قيادات عسكرية وخلافهم من انسحابات عسكرية من الجبهات بكافة قواتهم ، وترك معداتهم العسكرية كأطباق من ذهب للمليشيات الحوثية ، والتخابر والتخادم بين تلك القيادات وقيادات حوثية ، وهو مايعد في نظر الكثير من المحللين للأوضاع العسكرية وجبهات القتال أن مايحدث من عمليات كتلك ماهو الا تنسيقاً وتخادماً مع قيادات حوثية في تسليم تلك الجبهات مع معداتها للحوثة ، وهذه الاحداث لم تقع في جبهة واحدة ، بل حدثت في الكثير من الجبهات على مر سنوات الحرب التي تجاوزت عشر سنوات ، وكانت شاهدة على التسليم والاستلام لمرات عديدة بين بعض القيادات العسكرية في الشرعية ، والحوثية ولصالح الطرف الحوثي !
ناهيك أن هناك عامل آخر يسيطر على الوضع السياسي في اليمن خلاف الفساد والخيانة والسرقة ويتمثل في وجود الدولة العميقة التي يقودها حزب الاصلاح ، والتي لاترى ضيراً في مايحدث في اليمن ، ولو استمرت الحرب لعشرات السنين طالما ومن يقود اليمن من الهضبة أي من (الزيود ) سواء كان حوثياً او خلافه ، المهم ان يكون هضباوياً زيدياً .
مايحدث الان في اليمن على إثر الضربات الامريكية يعد فرصة ذهبية للحكومة الشرعية في اليمن لتتسنم قيادة التحرير ، وإعادة صنعاء لتكون عاصمة الدولة اليمنية ، ومحاسبة الحوثة ، والعودة باليمن للحضن العربي مثلها مثل دمشق وبيروت اللتان كانت ايران تدعي احتلالهما!
ولكن الجديد في هذا الجانب وهو استغلال القصف الامريكي للتواجد الحوثي في اليمن وهو مايصرح به بعض قيادات الشرعية المحسوبين على حزب الاصلاح هو أن تكلفهم القيادة الامريكية بتولي زمام محاصرة الحوثي ومحاربته !؟ وهذا يعد من الأمور المحزنة في هذا اليمن التعيس ، وهو أيضاً نوع من التلبس بالخيانة ، وكما يقال نوعاً من أنواع الضحك على الدقون ، ويتناسق مع العوامل التي اشرت لها في صدر هذا المقال ، واتمنى أن يتنبه له الامريكان لان القصد من ذلك ليس تحرير اليمن ، وإنهاء الحوثي ، بل هو لسرقة الامريكان ليس الا ! والا كيف يريدون تكليفاً طالما وهم يستطيعون هزيمة الحوثي ، وماذا ينتظرون من قبل لتحرير بلدهم !
إذاً نحن أمام خيانات متراكمة في اليمن ، تقودها الدولة العميقة الممثلة في حزب الاصلاح ، والتي تسيطر على الحوثي والشرعية معاً! وليس لديها النية في تحرير صنعاء بل الهدف لديها الإستيلاء على عدن والجنوب بشكل عام ، وتوريط المملكة في المستنقع اليمني ، وكذلك من يريد تحرير صنعاء من الدول الأخرى ،، اليمن الان امام مفترق طرق إما استغلال هذه الفرصة التي أودت بخلو عناصر الحوثيين من المدن اليمنية وهروبهم منها خشية استهدافهم من القصف الامريكي وتحرير اليمن ، وهذا خيار يجب ان يكون الزامياً للشرعية والدولة العميقة معاً، أو استقلال الجنوب عن هذه الدولة العميقة التي إرتضت بالحكم الهضباوي الزيدي وتعود الشمال لحكم الهضبة كما كانت وهو ما يرتضيه اليمنيون الشماليون ودولتهم العميقة طالما وليس لديهم النية ، وكذلك الرغبة في تحرير يمنهم. !.