عبدالله بن سالم المالكي
الوعي الاستهلاكي
هو قدرة المستهلك على التمييز بين الضروري والكمالي واتخاذ قرارات شرائية مدروسة ومعرفة حقوقه كمستهلك وتبني سلوكيات شراء مسؤولة تجاه البيئة والمجتمع .
ونتيجة لإنتشار الوعي الإستهلاكي إرتفع الحس المالي لدى الكثير (نحن تعودنا على إرتفاع الحس الأمني !! أما الحس المالي فهو ظاهرة جديرة بالإهتمام ) ونتيجة لذلك الحس المالي المرتفع أصبح غالبية السعوديين يخططون لمصاريفهم شهرياً وزاد الإهتمام بالادخار بين فئة الطلاب والموظفين الجدد في ظل إنتشار تطبيقات إدارة الميزانية .
كذلك شهد المجتمع تحولاً في أنماط الشراء مما نتج عنه نمو التسوق الإلكتروني بنسبة تفوق 50% ؛ وأصبح المستهلك السعودي يقارن بين الأسعار قبل الشراء، كما زاد الاهتمام بشراء المنتجات المحلية لدعم الاقتصاد الوطني.
أيضاً ارتفع الوعي الصحي والغذائي وأصبح أكثر من 45% من الأسر تتجنب الأغذية المصنعة والمشروبات السكرية، وزاد الطلب على المنتجات العضوية والمزروعة محليًا .
وكذلك تطور الوعي البيئي وأصبح المستهلكون يسألون عن مصدر المنتجات وهل تغليفها (بلاستيك أم صديق للبيئة)؟! كما كثُرت التساؤلات عن مدى استدامة المنتج وإزداد دعم المبادرات مثل “مبادرة لا تهدر” و”مبادرة السعودية الخضراء”
كما أصبح السعوديون أكثر وعيًا بالعروض والتخفيضات, وانتشرت بينهم ثقافة “الشراء حسب الحاجة فقط”؛ كما تعززت لديهم مقولة “الاستغناء مقابل الاستثمار” فاستغنوا عن كثير من الكماليات مقابل تأمين الحياة الكريمة لهم و لأسرهم .
وفي المقابل بذلت الدولة جهوداً كبيرة في دعم الوعي الاستهلاكي حيث أطلقت حملات توعوية إلكترونية عن الأسعار الحقيقية للمنتجات، ووفرت خدمة “بلاغ تجاري” للتبليغ عن الغش التجاري وأدخلت مفاهيم الوعي المالي والادخار ضمن مناهج المراحل التعليمية .
وبقي دور المواطن في نشر الوعي الاستهلاكي وتعزيزه لدى الناشئة من أبناء الأسرة وجلب الضروريات و ترشيد الكماليات والبعد عن التبذير والإسراف والإبلاغ عن أي ممارسات للغش التجاري .
كاتب رأي ومستشار أمني
