كُتاب الرأي

جذورُ المجد ومسؤولية الامتداد

التاريخُ ليس مجرّدَ سطورٍ تُسجَّل، بل هو نبضُ أمةٍ يَمتدّ من الماضي ليُغذِّي الحاضر، ويُشكِّل معالم المستقبل. والتأسيسُ ليس حدثًا عابرًا في صفحات الزمن، بل هو جذورٌ ضاربةٌ في الأرض، ترويها التضحيات، وتحرسها العزائم، وتُظلّلها رايةُ وطنٍ لم يعرف الانكسار.

التأسيس.. أكثر من بداية

التأسيسُ ليس مجرّد نقطة انطلاق، بل هو روحٌ تسري في كيان الأمة، تُحدد هويتها، وتصيغ مستقبلها. فهو ليس فقط قصة رجالٍ صنعوا المجد، بل هو رسالةٌ متجددةٌ للأجيال القادمة بأن البناءَ لا يتوقف عند لحظةٍ تاريخية، بل هو مسيرةُ نهوضٍ لا تنقطع.

دولة قامت على المبادئ قبل الحدود

ما يجعل أي تأسيسٍ راسخًا هو أنه لا يقوم على الجغرافيا فقط، بل على منظومةٍ من القيم والمبادئ. فتأسيسُ دولةٍ يعني بناءَ كيانٍ متماسكٍ لا تهزّه الأزمات، ولا تَفتُّ في عضده التحديات. ودائمًا، الدولُ التي تبدأ على أساسٍ متينٍ من العقيدةِ والعدل، تصمدُ رغم تقلّبات الدهر، وتنمو رغم الرياح العاتية.

التأسيس في عيون الأجيال

الحديثُ عن التأسيسِ ليس مجرد حنينٍ إلى الماضي، بل هو استذكارٌ واعٍ لقيمٍ لا تموت. فالأجيالُ الجديدة ليست معنيةً فقط برواية الأحداث، بل بفهم معانيها العميقة، واستلهام روحها في بناء حاضرٍ أكثر ازدهارًا. كلُّ إنجازٍ اليوم هو امتدادٌ لفكرة التأسيس، وكلُّ طموحٍ هو إحياءٌ لمبدأ البدايات القوية.

كيف نحفظ روح التأسيس؟

إن أعظم تكريمٍ للتأسيس ليس في الاحتفال به فقط، بل في الحفاظ على جوهره، والوفاء لمبادئه. وهذا لا يكون بالكلام، بل بالعمل، وبالاستمرار في تعزيز قوة الدولة، ورفع شأنها بين الأمم، وصناعة مستقبلٍ يتوازى في عظمته مع أصالة الماضي.

ختامًا.. إرثٌ حيّ ومسؤولية مستمرة

التأسيسُ لم يكن لحظةً وانتهت، بل هو مسؤوليةٌ تُسَلَّم من جيلٍ إلى جيل. فمن وعى قيمته، أدرك واجبه في حفظ المكتسبات، ومن فهم معناه، عمل على استكمال مسيرته. فكما صاغه الأوّلون بعزيمتهم، يَحمله اليوم أبناؤه بإخلاصهم، ليبقى إرثًا خالدًا، ووعدًا لا ينكسر .

روان صالح الوذيناني

كاتبة رأي

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى