الورد الطائفي .. أيقونة تراثية عطرية على مستوى العالم

الطائف – إبراهيم بركات
عُرف عن مدينة الطائف تاريخياً أنها أنسب بيئة لزراعة شجيرات الورد الطائفي، والذي اهتمت به الأجيال وتوارثت منذ القدم العناية به، في قطفه وتقطيره واستخراج الدهن والماء منه، مستمتعين بتاريخ عبقه في أجواء البرودة المعتدلة والطبيعة الجبلية الخلابة على قمة جبل غزوان الشهير، حتى أصبح مصدر استخدام لغسيل الكعبة المشرفة في كل عام، اعتادت عليه القيادة الرشيدة في ظل اهتمامها بحجاج بيت الله وزوار المسجد الحرام والمسجد النبوي، و للعديد من شرائح المجتمع .
ويجد الورد الطائفي أيقونة تراثية وتاريخًا عريقًا للزينة على المستوى العالمي و مؤثرًا حضاريًا وثقافيًا، أسهم أهله في تطوير زراعته التقليدية وجعله الشذى الزاكي في قائمة تاريخ التراث الحضاري.
وسنوياً يقام في الطائف بالتعاون مع أمانة المحافظة ( مهرجان الورد الطائفي )، وسط إقبال كبير من الأهالي والزوار الذين يتوافدون كل يوم من المحافظة والمنطقة بزيارة المهرجان والذي يشهد أكبر سجادة زهور وورود من نوعها على مساحة 5206 أمتار مربعة، وفي العام الماضي استخدمت 1.026.491 شتلة زهور وورود متنوعة في حياكة هذه السجادة المليونية والتي تم تصميمها بنقوشات زخرفية مستمدة من تراث وقصور محافظة الطائف القديمة .
كما تجني مزارع جبال السروات نحو (550) مليون وردة سنويًّا، وتنتشر بأكثر من (910) مزارع للورد الطائفي في العديد من الأماكن بمحافظة الطائف، ويعمل نحو (70) مصنعًا ومعملًا على استخراج وتصنيع أكثر من (80) منتجًا من مشتقاته، التي تجد رواجًا واسعًا في الأسواق، فهو يعتمد على آلية ثابتة ودقيقة، وتبدأ مرحلة صناعة ماء الورد والزيت العطري بدايةً باستخدام الورد في قدور نحاسية مختارة لبدء عملية التقطير، لما لها سرعة في ارتفاع درجات الحرارة أكثر من غيرها من المعادن، وهذه العملية يستخرج منها ثلاثة منتجات الأول ماء الورد العادي، والثاني ماء الورد المركز، والثالث دهن الورد وهو الأغلى عالميًا.