كُتاب الرأي

النقد والنقاش في ميزان العقل

 

النقد والنقاش في ميزان العقل

عندما يكون النقد موضوعي هادف وبنَّاء، وفي الزمان والمكان المناسبين، وعندما يكون القصد من النقاش تبادل الأراء والخبرات ونشر الحقائق، وإثراء الفكر والمعرفة، تعم الفائدة ويتحقق الإصلاح.

وأما إذا كان القصد من النقد الإفحام والتنقيص والتجريح، وكان القصد من النقاش الاستعراض أو العناد والتعصب للرأي، فهو جدال ومراء مذموم، وسبباً للخلاف والكراهية والعداء.

يقول الله تعالى: ﴿ وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يُجَادِلُ فِي اللَّهِ بِغَيْرِ عِلْمٍ وَلا هُدًى وَلا كِتَابٍ مُنِيرٍ﴾، سورة الحج، أية ٩.

ويقول نبينا الكريم صلى الله عليه وسلم: أَنا زَعِيمٌ ببَيتٍ في ربَضِ الجنَّةِ لِمَنْ تَرَكَ المِرَاءَ وَإِنْ كَانَ مُحِقّاً، وَببيتٍ في وَسَطِ الجنَّةِ لِمَنْ تَرَكَ الكَذِبَ وإِن كَانَ مازِحاً، وَببيتٍ في أعلَى الجَنَّةِ لِمَن حَسُنَ خُلُقُهُ. (صحيح أبي داود).

ويقول إمام الحديث الحافظ أبو حاتم محمد بن إدريس الغطفاني الرازي رحمه الله: المِراءُ أخ الشَّنَآن، كما أن المناقشة أخ العداوة، والمراء قليلٌ نفعه، كثيرٌ شره، ومنه يكون السِّباب، ومن السِّباب يكون القتال، ومن القتال يكون هراقة الدم، وما مارىٰ أحدٌ أحداً إلا وقد غير المراء قلبيهما. (روضة العقلاء ونزهة الفضلاء لابن حبان البستي).

والشنآنُ هو الحقد والبغض.

ويجب عدم التخوف من التفكير النقدي الموضوعي الهادف والبنَّاء، وعدم شخصنته وجعله سبباً للخلاف والقطيعة، وتقبله بصدر رحب وروح إيجابية، سواء كان ذلك النقد موجه ضد أفراد أو جماعات أو مؤسسات أو حتى دول. فهو أحد أهم الطرق لتقييم الأداء وتقديم الحلول والأفكار التي تساعد على التصحيح والنمو والبناء.

🖋️ د. عبدالعزيز رداد الحارثي

٢٣ شوال ١٤٤٦

د . عبدالعزيز بن رداد الحارثي

كاتب رأي واستشاري أمراض باطنية وطب المسنين ومشرف الثقافة الغذائية والصحية

‫2 تعليقات

  1. ماشاء الله مقال هادف وبناء بدا بنبذة عن ما يقع عند بعض الناس ثم التوضيح والاستشهاد اولا بآي من القرآن الكريم ثم الحديث الشريف ثم أقوال الحكماء والخاتمة. بارك الله فيك

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى