النصر يثأر من الهلال ويشعل الصدارة بثلاثية الحسن ورونالدو

النصر يثأر من الهلال ويشعل الصدارة بثلاثية الحسن ورونالدو
عبدالله فايز المسعد – الرياض
في أمسية كروية نارية شهدها ملعب المملكة أرينا بالعاصمة الرياض، ألحق فريق النصر غريمه التقليدي الهلال بالخسارة الخامسة له في دوري روشن السعودي للمحترفين، بعد فوز كبير قوامه ثلاثة أهداف مقابل هدف، وذلك ضمن الجولة السادسة والعشرين من الدوري. اللقاء جذب جماهير غفيرة من أنصار الفريقين، احتشدت منذ وقت مبكر لتملأ جنبات الملعب وتضفي أجواء حماسية زادت من اشتعال المواجهة.
ابدع الحسن وتالق رونالدو و بدأ اللقاء بحذر نسبي من الطرفين، مع أفضلية نسبية للهلال في الاستحواذ، لكن النصر كان الأخطر في تحركاته الهجومية.
وجاءت اللحظة المنتظرة في الدقيقة الرابعة من الوقت بدل الضائع للشوط الأول (45+4)، حين أطلق لاعب الوسط علي الحسن تسديدة صاروخية من خارج منطقة الجزاء استقرت في الشباك الزرقاء، معلنة تقدم النصر بهدف أول رائع أنهى به الشوط الأول لصالح فريقه.
ومع انطلاق الشوط الثاني، لم يمنح النصر منافسه فرصة لالتقاط الأنفاس، إذ تمكن النجم البرتغالي كريستيانو رونالدو من تعزيز التقدم بهدف ثانٍ عند الدقيقة 47، مستفيدا من ارتباك دفاعي هلالي ومن تمريرة محكمة اخترقت العمق الدفاعي الأزرق، ليضع الكرة بثقة في المرمى.
وفي الدقيقة 88، عاد رونالدو ليؤكد تفوق النصر بهدف ثالث بعد مجهود فردي مميز داخل منطقة الجزاء، مراوغا الدفاع ومودعا الكرة في الزاوية اليمنى للحارس، ليقضي تماما على آمال الهلال في العودة، رغم تسجيل الأخير هدفا شرفيا لم يغير من واقع النتيجة.
كان النصر أذكى والهلال أكثر استحواذا
من الناحية الفنية، و دخل الهلال المباراة بتكتيك هجومي يعتمد على السيطرة عبر الأطراف والتمريرات القصيرة، وبلغت نسبة استحواذه 59% مقابل 41% فقط للنصر.
إلا أن هذه السيطرة لم تُترجم إلى فرص محققة بالشكل الكافي، وافتقد الفريق للفعالية في الثلث الأخير من الملعب.
في المقابل، لعب النصر بخطة متوازنة، مع التركيز على إغلاق المساحات في منتصف الملعب، والاعتماد على المرتدات السريعة التي يقودها الثلاثي الهجومي بقيادة رونالدو، وبدعم من لاعبي الوسط الحسن وبروزوفيتش.
هذه الاستراتيجية أثمرت ثلاث أهداف من فرص محققة قليلة، لكنها منظمة ومدروسة.
كما برز حارس النصر دافيد أوسبينا في أكثر من مناسبة، بتصديات حاسمة خاصة في الشوط الأول، حيث أنقذ مرماه من هدفين محققين.
أما على مستوى الهلال، فقد بدا الدفاع مرتبكا ، لا سيما مع الضغط العالي الذي مارسه النصر، ما سمح بتسجيل هدفين في بداية ونهاية الشوط الثاني.
وبهذا الفوز، يرتفع رصيد النصر إلى 54 نقطة، معادلا الهلال المتصدر بالنقاط، و مشعلا صراع الصدارة قبل نهاية الموسم بعدة جولات.
ويبدو أن الحسم سيتأجل حتى الأسابيع الأخيرة، خاصة في ظل تقارب النقاط وتقارب المستوى بين الفريقين.
الهلال، من جانبه، بات مطالبا بإعادة ترتيب أوراقه قبل موقعة الاتفاق القادمة يوم الجمعة 11 أبريل في الدمام، بينما سيسعى النصر لمواصلة الضغط من خلال مواجهته أمام فريق قوي آخر يوم السبت 12 أبريل على ملعب الأول بارك.
يمكن اعتبار هدف علي الحسن في نهاية الشوط الأول نقطة تحول حقيقية في مجريات اللقاء، إذ أدخل النصر غرف الملابس بمعنويات مرتفعة، ومنحهم أفضلية نفسية انعكست مباشرة في بداية الشوط الثاني.
بثنائيته، يثبت كريستيانو رونالدو مجددا أنه لاعب الحسم في المواجهات الكبرى، ليس فقط من خلال التسجيل، بل أيضا بتوجيه زملائه داخل الملعب وفرضه ضغطا دائما على دفاع الهلال.
وبهذه الثنائية، يرفع رصيده التهديفي في الدوري، ليواصل صراعه على لقب الهداف.
مباراة النصر والهلال لم تكن مجرد ثلاث نقاط، بل كانت مواجهة تحمل في طياتها رسائل فنية ونفسية واضحة.
النصر قدم مباراة ناضجة تكتيكيا ، استغل فيها نقاط ضعف الهلال بذكاء، بينما الهلال بحاجة إلى مراجعة شاملة قبل الدخول في المنعطف الأخير من الموسم.
الجماهير خرجت من المدرجات بذكريات ستبقى طويلة، خصوصا من الطرف النصراوي الذي أعاد الأمل في المنافسة على اللقب.