كُتاب الرأي

*الموروث الشعبي الى أين ؟!*

 

من المفارقات العجيبة عزوف الشباب عن حضور المناسبات الشعبية مثل حفلات الزواج والأعياد وغيرها من المناسبات التي يجتمع فيها أبناء المجتمع لغرض تجديد التعارف وتبادل الأحاديث الودية والمشاركة في الألعاب الشعبية وإقبالهم على الألعاب الالكترونية ووسائل التواصل الاجتماعي بشكل مثير للدهشة.

وإن حضر البعض منهم فيكتفون بالحضور والبحث عن زاوية بعيدة ليشغلون أنفسهم بالإتصال بالعالم الإفتراضي دون الإندماج والمشاركة مع الآخرين .

ولذلك نرى البعض لا يُحسن استقبال الضيف والترحيب به وإكرامه معتمداً على والده أو أخاه الأكبر ولا يكلف نفسه حتى مجرد التعلم منهم والإقتداء بهم .

حتى نشأ جيل جديد غير منسجم مع الموروث الشعبي وعادات الآباء والأجداد و خصالهم الحميدة المتأصلة والمتوافقة مع الجغرافيا والتاريخ وأصبح أقرب ما يكون الى إتقان الرقصات الغربية والموضات الشرقية والعادات الدخيلة على مجتمعاتنا العربية العريقة .

وتشجيع الأبناء على العلم والتعليم وتحفيزهم على النبوغ والابتكار والابداع والمشاركة في المسابقات المحلية والدولية ظاهرة صحية جميلة ومرغوب فيها لكنها لا تتعارض مع تشجيعهم على إحياء التراث الشعبي والرقصات الشعبية والعادات الجميلة مثل الترحيب بالضيف وحسن استقباله وإكرامه.

وكان أجدادنا الأقدمون ينظمون القصايد والأراجيز الحماسية عند دخولهم ساحة النزال لبث الروح المعنوية العالية بإعتبار أن العرضة الشعبية رقصة حرب تبث الحماس لدى المشاركين ، ولعل لدينا عوائل و قبائل تحافظ على الموروث الشعبي وتعلمه لابنائها وتدربهم عليه ونشعر نحن بالغبطة عندما نرى فتيان في ريعان شبابهم ينفذون هذا الموروث بطريقة متقنة ورجولية ومحببة للنفس.

وهذا لا يعني إغفال دور جمعيات الثقافة والفنون المنتشرة في جميع مناطق المملكة والتي من ضمن أهدافها المحافظة على الموروث الشعبي والمشاركة به في الاحتفالات والمهرجانات وتمثيل المملكة في الداخل والخارج ولكنه يظل دوراً مؤسسياً يحتاج الى الدعم والتشجيع من المجتمع .

عبدالله بن سالم المالكي
كاتب رأي ومستشار أمني

عبدالله سالم المالكي

لواء.م - كاتب صحفي - مستشار أمني

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى