كُتاب الرأي

الاشاعات المغرضة

عبدالله بن سالم المالكي

الاشاعات المغرضة

 

المعلوم أن من أشد المخاطر على المجتمعات تناقل الأخبار الكاذبة والإشاعات المغرضة والغيبة والنميمة والإساءة إلى الآخرين سواء لفظا او كتابة ، وما يتبعها من أثار سيئة  على الفرد والمجتمع وما يترتب عليها من من زعزعة للأمن وإرجافٍ في الأرض وزرع لبذور الفتنة.

وفوق ذلك تقديم خدمة لأعداء الدين والوطن على طبقٍ من ذهب للخوض في الشأن الداخلي والتشكيك في المنجزات الوطنية وتفريق اللحمة الوطنية خاصة مع انتشار وسائل التواصل الإجتماعي التقنية بمختلف انواعها وسهولة تسخيرها للتضليل والفبركة عبر وسائل الذكاء الاصطناعي.

وقد تناولت خطبة الجمعة هذا الأسبوع التحذير من الإشاعات المغرضة وعدم تناقل الأخبار مجهولة المصدر.

‏ واستدل فضيلة الشيخ يحفظه الله بحديث الرسول صل الله عليه وسلم ( كفى بالمرء كذباً أن يُحَدِّث بكل ما سمع ) أو كما قال عليه الصلاة والسلام وكذلك حادثة الإفك وأورد كثير من الآيات القرآنية والأحاديث النبوية المتعلقة بالموضوع.

‏ودعا فضيلته المسلمين إلى الابتعاد عن الإشاعات المغرضة التي تستهدف زعزعة الأمن ونشر الفتنة والتشكيك في المنجزات الوطنية .

ولذلك يجب على كل عاقل التأكد من الأخبار المنشورة وعدم تصديق كل ما يُسمع ، وعدم نشر كل ما يقال  وقديماً قيل : وما آفة الأخبار إلَّا رواتها.

ولعلنا نستذكر قصة ‫الهدهد الذي كان منضبطا بنقل الأخبار ، فلم يقل :سمعت أو يقل : يقولون !!! بل قال : وجئتك من سباءٍ بنبأ يقين.

ومع ذلك لم يتسرع ‫نبي الله سليمان عليه السلام كما نفعل نحن ‫الآن من نسخ ولصق !!! مع علمه أن الهدهد لا يجرؤ أن يكذب بل قال: سننظر أصدقت أم كنت من الكاذبين؟ ، ليتثبت عليه السلام من صحة الخبر .

‏لذلك فإنّ التثبت من الأخبار مطلب ديني و هدي نبوي ، فلا تنشر مالم تتيقن ولا تُصدِّق كل ما يُنشر  قال ﷺ: “وهل يُكب الناس في النار على وجوههم إلا حصائد ألسنتهم”

و ختاماً يتوجب علينا أن نتريث في تناقل الأخبار وأن نقرأها بتمعن وروية  فبعضها لا يتوافق مع العقل ولا مع المنطق ومن المعيب نقله !! كذلك علينا أن نتأكد من صحة المصدر و لا ننقل كلما هب ودب إحتراماً لأنفسنا وأذواق الآخرين  فليس كل ما يسمع يقال .

كاتب رأي ومستشار أمني

عبدالله سالم المالكي

لواء.م - كاتب صحفي - مستشار أمني

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى