في ظلال المشهد المسرحي
المنشاءات المسرحية

بقلم د. عبد الرحمن الوعلان
المنشاءات المسرحية
السعودية في ظل رؤية المملكة 2030
المنشآت المسرحية ودور العرض المسرحي في المملكة العربية السعودية تشهد تطورًا كبيرًا في ظل رؤية المملكة 2030، التي أطلقها سمو ولي العهد الأمير محمد بن سلمان، والتي تهدف إلى تنويع الاقتصاد الوطني وتعزيز القطاعات غير النفطية، من بينها الترفيه والثقافة والفنون، والمنشاءات المسرحية جزء جوهري من هذا التوجه.
وقد أبدعت أمانات المحافظات والمدن بإيجاد أفكار جديدة لانشاء المسارح، وعلى سبيل المثال تصاميم المسرح الروماني الي لا وجود له بالأصل في بيئتنا، لكن تم استيحاء أفكار انشائية بما يمثل شكل نصف الدائرة المخصصة للعروض المسرحية، وتم تقديم أفكار وتصاميم مستوحاة من الطراز الروماني في بعض المهرجانات أو الفعاليات، حيث بنيت مدرجات نصف دائرية مفتوحة للهواء الطلق، وذلك ما نشاهده في بعض الفعاليات في مواسم السعودية (مثل موسم الرياض، أو موسم جدة) والتي تضم مسارح مفتوحة ذات طابع كلاسيكي يشبه المسارح الرومانية، لكنها ليست أثرية، مما أسهمت في الاقبال المتزايد.
وفي نظرة شاملة لواقع وآفاق المنشآت المسرحية ودور العرض في السعودية في إطار رؤية 2030، نلاحظ جوانبا عظيمة من التألق في المشهد الثقافي والمسرحي، كما يلي:
-
1. مسرح مرايا في محافظة العلا ، وهو أكبر مبنى مغطى بالمرايا في العالم، وقد أطلق على مسرح مرايا هذا الاسم نظرًا لاكتساء واجهته بالمرايا العملاقة لتعكس سحر الطبيعة الخلابة في العلا
-
· يتخذ تصميم مسرح مرايا الذي يقع في وادي عشار بالقرب من سفح حرة عويرض البركانية والمزود بأحدث النظم الصوتية المسرحية والأوبرالية شكلًا مكعبًا تغطي جدرانه الخارجية المرايا بشكل كامل ليكون امتدادًا معماريًا لطبيعة العلا الساحرة
-
· ويعكس مسرح مرايا بشكله الإبداعي المذهل والجديد قدرة المنطقة على استضافة الفعاليات والعروض والاحتفالات والتجمعات ليعكس جمال الطبيعة الخلابة للعلا،
-
2. مسارح الترفيه في موسم الرياض:
-
· حيث استضافت عروض مسرحية خليجية وعربية شهيرة، ومشاركة نجوم كبار.
-
· مهرجان المسرح الوطني: منصة لدعم المسرح المحلي وعرض الإنتاجات السعودية.
-
· شراكات مع جهات عالمية مثل برودواي وويست إند لتقديم عروض عالمية.
-
3. تطوير البنية التحتية للمسارح في المنطقة الشرقية، لتمكين المواهب، وإيجاد حراك فني وثقافي وإبداعي مميز بما يدعم خلق فرص وظيفية جديدة وتعزيز عناصر جودة الحياة
-
· ابرام اتفاقيات التعاون بين الأمانة وهيئة المسرح لطرح المشاريع والمبادرات الريادية والنموذجية والنوعية، من خلال منظومة الاستثمارات والممكنات واستثمار الأصول والمرافق للإسهام في تشجيع ودعم المستثمرين ورواد الأعمال والقطاعات المختلفة
-
· وإيجاد نماذج استثمارية متنوعة؛ بهدف تنشيط الحركة الاقتصادية والثقافية والاجتماعية ودعم مختلف القطاعات، لتحقيق مفهوم الاستدامة المالية، والاستفادة من أصول الأمانة واستثمارها وتعزيز عناصر جودة الحياة والارتقاء بالخدمات لسكان وزوار المنطقة.
-
4.توسع في البنية التحتية المسرحية انشائيا
• تم افتتاح العديد من المسارح الحديثة في المدن الكبرى مثل الرياض، جدة، الدمام، وغيرها.
• إنشاء مسارح داخل المولات والمراكز الثقافية، مثل:
• مسرح جامعة الأميرة نورة بالرياض.
• مسرح إثراء (مركز الملك عبد العزيز الثقافي العالمي) بالظهران.
• بوليفارد رياض سيتي، الذي يحتوي على عدد من المسارح الخاصة بالعروض المحلية والعالمية.
-
5.دور العرض المسرحي الخاصة
• بدأت شركات القطاع الخاص في الاستثمار في إنشاء دور عرض مسرحية.
• السماح بإنشاء مسارح تجارية تقدم عروضًا مستمرة، بعضها داخل دور السينما أو المراكز الثقافية.
-
6.انشاءات برنامج جودة الحياة من خلال مواصفات ومتطلبات المسرح السعودي
• مواءمة الانشاءات المسرحية للجمهور، وتهيئته بما يحقق جودة الحياة والترفيه والمتعة.
• توفير البنية التحتية اللازمة وتوسيع نطاق في انشاء العديد من المباني المسرحية ذات النوعية.
-
7.تأسيس هيئات داعمة لإنشاء دور عرض مسرحي
• وضع إستراتيجية شاملة لمنح التراخيص في بناء وتشييد دور العرض المسرحي، وتقديم الدعم المادي.
• عقد شراكات، وتنظيم مهرجانات وعروض مسرحية على مدار العام في المنشاءات المسرحية.
-
8.استثمار المنشاءات المسرحية في الجامعات والمدارس في التعليم، وعقد الشراكات مع الفرق المسرحية.
• دعم الاستفادة من المسارح الجامعية بما يحقق الاستدامة الحقيقية للمسارح وتنشيطها
• تنمية المواهب الطلابية في التعليم بما يعزز النشاط المسرحي، والعمل على الاهتمام بها.
وأخيرا ما يدعم فرص تفعيل النشاط المسرحي هو الجمهور الشاب والمتزايد في الاهتمام بالفنون، والدعم الحكومي غير مسبوق، وجذب شراكات الإنتاج المسرحي العالمي والمحلي، والأهم من ذلك هو التغلب على التحديات والتي تتمثل في الحاجة إلى تدريب وتأهيل الكوادر الفنية (تمثيل، إخراج، كتابة)، وتطوير ثقافة الحضور المسرحي مجتمعيا.
إن النقلة النوعية التي أحدثتها رؤية 2030 في مجال المسرح في السعودية، يعتبر نجاحا منقطع النظير، من حيث البنية التحتية، التنظيم، الإنتاج، والدعم الحكومي، مما يمهّد الطريق لنهضة فنية مستدامة تجعل المسرح جزءًا أساسيًا من الحياة الثقافية والترفيهية للمجتمع السعودي.
( معد برامج إذاعة وتلفزيون وكاتب )



مقال رائع
وفقت دكتور عبد الرحمن بالطرح المميز
أشكر مروركم الكريم على قلمي
وأنتم الأروع 🌹