المنافسة على الفشل

في المجتمعات المتحضرة، وأقصد بها تلك المجتمعات القائمة على مبدأ التحضر الذهني والرقي السلوكي.
أقول أن تلك المجتمعات سكانها مصابون بداء التنافس وهذا التنافس له مبادئ وأصول يتعاطونها كأنها شطيرة خبز ساخنة ، أو كأس عصير طازج ، يستمتعون بكل تفاصيل المنافسة ،إنهم بارعون في الترقي ، في النجاح، يعبرون نحو الإنجاز بسهولة وكفاءة عالية، عندهم الانتظام يفوق الوصف والتخطيط ينبني على مبدأ تحقق النتيجة.
هم يملكون مؤشرات عالية في كفاءة الأداء(التنافسية) لديهم قدرات خارقة للتعامل مع الاضطراب الذي يحدث جراء التنافس،أي أن الحياة ترتكز عندهم على الدراسات ، فالبيئة التي يعيشون فيها توفر لهم التوازن النفسي ، والأخلاقي ، والأدبي وتكفل لهم حق المحافظة على المكتسبات.
غمرة الحديث عن هذا النوع من السلوكيات يدعونا لاجترار المقارنة بين المنافسة على الإنجاز وحصد النجاح وتلك الأخرى التي تقبع في خنادق الانهزام.
هذا شأن المنافسة المتحضرة ، لكن هناك نوع غريب لا يدري الإنسان على أي قاعدة يستند، نوع دخيل على الفكر ، يجعل صاحبه يعيش حالة من اللاتوازن ، يصل معه الشخص لمرحلة خطرة من الانتكاسات ، والتوقف الكامل عن النجاح بإرادة بالغة، للدرجة التي تجعله ينافس على الخيبة.
إنّ الواقع المرير يكشف لنا العديد من الحالات التي تصارع من أجل الاستسلام ، بل أنها تستميت في البقاء بباطن دائرته، تجده يسعى بكل قوته إلى تبرير قنوطه ويأسه من الحياة، ويقارن سقوطه في دائرة العجز بسقوط من وقع في نفس الخندق ، كما أنه يفتتن ويصيبه الانبهار من شدة الفرح أن معه في حلقته من يماثله.
الخاتمة/
إنّ قواعد المنافسة على الانكسار لا تخرج عن هاته العناصر فمن أراد أن يعيش هذه الحالة عليه أن يتمسك بالآتي:
1/بذل الجهد تلو الجهد على الوقوف في وجه فرص تحسين الأداء، والتصميم على الوقوف ضدها والعمل باستمرار على تكسير مجاديف نقاط القوة التي يمتلكها والتركيز على تضخيم نقاط الضعف وإدخال اليأس إلى النفس والتمرد على القوانين والأنظمة والسعي لتهميش الذات وانتقاصها.
2/إخطار النفس دائمًا بالاحباط والسأم وعدم الرضى عن جودة ما تقدمه حتى وإن كانت حائزة على أثمن الجوائز وأفضل المراكز.
3/ خلق رغبة مستدامة في البحث عن الأمور الهامشية، واشغال النفس بالمزيد من الفراغ.
4/رفع نسبة التركيز في البحث عن إرضاء الجميع بدلاً من البحث عن تحقيق الرضى النفسي عن الذات.
5/الإصرار على عدم التعلم من الأخطاء.
6/الاستجابة إلى الألم والاستسلام للإخفاق بالتوقف التام عن المحاولة.
انتهى
علي بن عيضة المالكي
كاتب رأي
إذا أَفلت شمس يومك وحلّ الظلام، فلا تنسى أن تُشعِل شمسك الداخليّة.
بمثل هذه المقاله ، ومثل هذا القلم ، ومثل هذا العقل .
دائماً ما تنير عقولنا وشمسنا الداخليه .
استمر حتى تبقى شمسنا ساطعه في كبد القراءه ..
ما أجمل مروركم أخي أبا هتان.
دعمكم ومؤازرتكم يثلج الصدر ويبهج النفس.
ألف شكر على جميل صنعكم.
سلمت أناملك أ. علي هذا مقال أكثر من رائع أنت صراحة متفرد في إنتقاء المواضيع التي تشد القاريء أن يقرأ الموضوع دون تملل
أستاذة سلامة زيارتك لصفحتي أضافت لها رمزية إضافية بارك الله فيك ، وبارك دعمك ومساندتك.
لافض فوك👏👏
أنت من الكتاب النادرون حقا👍
صاحب المفردة المتفردة👌
…….
مقال أكثر من رائع :
هذا التنافس له مبادئ وأصول يتعاطونها كأنها شطيرة خبز ساخنة ، أو كأس عصير طازج ، يستمتعون بكل تفاصيل المنافسة ،إنهم بارعون في الترقي ، في النجاح، يعبرون نحو الإنجاز بسهولة وكفاءة عالية …
أهنئكم على التفرد أ . علي💐
ألف شكر سعادة الأستاذة ابتسام الجبرين مديرة التحرير بالصحيفة.
شرف عظيم لي أن تشرفي صفحتي وتضعي بصمة كاتبة متمكنة.
دعمكم اللامحدود محل تقدير واهتمام.
كاتب متمكن مبدع في إنتقاء المواضيع… تدير المقال بفنية باهرة👌بارك الله علمك وفكرك وزادك إرتقاءً
جهودكم مقدرة في الدعم والمعاونة أ/ زايدة حقوي
ألف شكر بارك الله فيكم.