الأخبار

المناطق الرمادية بين الأزواج والزوجات

المناطق الرمادية  بين الأزواج والزوجات 

من  الطرائف  أن   قناة  فضائية تركية  أجرت   استطلاعاً ميدانياً   ، لترصد  فيه انطباع  الأزواج  عن الزوجات  ! وانطباع  الزوجات  عن  الأزواج في  موضوع  التضحية  والمبادرة   ! وفي  حوار  بسيط  عابر  يسأل  المذيع  الزوجات الكريمات  فيقول : إذا  مرض الزوج  وأحتاج  إلى تبرع  بكلية  له  أو  تلف في الكبد  فهل  تقبلين  التبرع   له بالكلية  ؟!  كانت إجابات الزوجات الكريمات   تقريباً هي الرفض  ! وسأل كذلك إذا حضر  ملك  الموت  : فهل  تفضلين الموت قبل الزوج  ؟  كانت  كذلك  الإجابات  لجميع الزوجات الكريمات   :  يموت  الأزواج  أولاً !  بينما كانت  إجابات الأزواج الأفاضل  تقريباً واحدة  وهي :  الإستعداد  الكامل  والتام لتقديم  جميع  الخدمات للزوجات !   وكذلك  التضحية بالموت  والخروج من الدنيا  فداء   لهن !
البقاء  والرغبة  في الحياة الإنسانية الجميلة الكريمة  حق مشروع  لجميع  الأحياء  وهي منحة وفضل إلاهي  عظيم  على جميع  الكائنات والمخلوقات الحية  ؛  والإنسان  حقيقة مفطور  على  حب  البقاء  والحياة  والفرح والسرور والسعادة والأمل والتفاؤل ؛  وهو  مفطور  كذلك  على  حظوظ   نفسه ورغباتها وشهواتها  وملاذها   وقضاء  حاجاتها  ، وتقدم  نفسه  على الجميع  ؛ فلسانه  حاله  ومقاله   يقول دائماً وأبداً :  أنا  أنا وأنا  فقط !
لكن  الأزواج الأفاضل والزوجات الفاضلات   يملكون  المناطق  الواسعة والشاسعة ، و التي  تتقاطع  بهم  وبينهم  !  وربما  تندمج  مع  بعضها بعضاً  !  كونهم  متزوجين  !  وبينهم  ذلك  الميثاق الغليظ  ! وبينهم  جملة  من  الحقوق  والواجبات  المنفردة  !  والحقوق الواجبات  والمهام والمسؤوليات   المشتركة  بينهم  ! وهم  القريبون  من  معنى  الجسد  الواحد لروحين  حبيبتين  !
عند  سؤال   بعض  الأزواج الكرام   عنما  تحب  زوجاتهم؟  ! وما  يفضلون  من  الطعام   والشراب  واللباس  ؟! وما هي  هواياتهم؟! وما هي  أكثر   اهتماماتهم  ؟!  وما  هي  أذواقهم ؟!وما  هي  أهدافهم   من  الزواج  ؟!   وكيف  سوف  يربون  أولادهم   ؟! وماذا  يريدون  من الحياة الدنيا  ؟!
و عند سؤال  الزوجات الكريمات   نفس   الأسئلة  السابقة !
كانت  النتيجة  تقريباً  واحدة  ؛   وهي  عدم  الوضوح  ! الضبابية  !  والله  ما  نعرف  !  هكذا  أظن !  هو   أو  هي  متقلب المزاج  !
هذه  المساحات والمسافات  الرمادية   الغير  واضحة في الحياة الزوجية  والأسرية   بين  الأزواج  الأفاضل والزوجات الفاضلات   من أكبر  أعظم  الأسباب والمبررات  والمصادر التي  تنطلق   منها  المشكلات الزوجية والأسرية  !
وظهور الاضطراب للحياة   الزوجية   يكون  منها  وبأسبابها ! ، وكذلك   هي  السبب   في فقدان  الكثير  من الحب والمحبة والدعم والتعاون   والتراحم   والاهتمام   والتركيز   بين الأزواج والزوجات .
إن من  أعظم  وأهم  أدوار الأزواج والزوجات   هو تقليل  مساحات  المناطق الرمادية  بينهم  ؛  وغلبت  الوضوح  والطيبة ، والحديث  والحوار  والتواصل والإشباع  في الاحتياجات والاهتمامات  ، وأن يعرف الأزواج  زوجاتهم  ، وأن تعرف الزوجات  أزواجهن !
ولكي  يتغلب  الأزواج والزوجات   على  تلك  المناطق  والمساحات الرمادية   بينهم  والتحكم والسيطرة   عليها ؛ فإن  عليهم  :
أولاً: تحديث وتحديد  الأهداف والمقاصد السامية الجميلة  من زواجهم   ؛ ولماذا  قرروا  الزواج  و الرحلة في الحياة الزوجية؟!
ربما  تخبوء  بعض  الأهداف والمقاصد  من الزواج  عند  بعضهم  فتظهر  المشكلات الزوجية  ، وتظهر  الرغبة في الفراق والطلاق  عند  بعضهم  !.
ثانياً:  التأكيد على تحديد  الأولويات  في  رحلة الحياة الزوجية والأسرية  ؛ ومحاولة  أن تكون الأولويات  بين الأزواج والزوجات  متقاربة ومتشابهة  إلى حد  كبير  .
ثالثاً: التحديد   والتأكيد على واجبات الأزواج  تجاه  الزوجات الكريمات  ، ولا  عذر  للتخلي   أو  التنازل   عنها  .
رابعاً: التحديد  والتأكيد   على  واجبات الزوجات  تجاه  الأزواج    الأفاضل   ولا  عذر  لهن  للتخلي عنها .
خامساً: تحديد مصادر الدخل المادي بدقة متناهية  ،  وإدارة  الأسرة الكريمة  الإدارة المالية المعيشية  المتزنة .
سادساً: تحديد وتحديث  لكل  ما يحبه الأزواج  في الزوجات! وما  تحبه  الزوجات الكريمات   في الأزواج الأفاضل.
سابعاً: تحديد طرق وأساليب  التربية والتنشئة والتعليم والتقويم  والتهذيب   للأولاد  من قبل الأزواج الزوجات معاً!
ثامناً: تحديد  الاحتياجات الضرورية والأساسية  للأزواج وكذلك  الاحتياجات  الضرورية للزوجات  على  حد   سواء   .
تاسعاً: تحديد الاهتمامات  من الأزواج  الأفاضل للزوجات  ! ومن قبل الزوجات  الكريمات للأزواج .
عاشراً: قبول الأزواج الأفاضل للزوجات الفاضلات  كما  هن !
وقبول  الزوجات الكريمات للأزواج الكرام كما   هم  !.

المصلح والمستشار الأسري

د. سالم بن رزيق بن عوض

د. سالم بن رزيق بن عوض

أديب وكاتب رأي وشاعر ومصلح ومستشار أسري

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
الذهاب إلى الواتساب
1
م حبا أنا سكرتير رئيس التحرير
مرحبًا أنا سكرتير رئيس التحرير وأنا هنا لمساعدتك.