كُتاب الرأي

المملكة عذراء.. وحنا رجالها

روان الوذيناني
المملكة عذراء.. وحنا رجالها

المملكة العربية السعودية ليست مجرد وطن، بل هي عقيدة، هوية، وملاذٌ آمن لكل من يعيش على أرضها. هي مهد الرسالة، وحامية الحرمين، وأرض لا يقف على ثراها إلا الشرفاء. حين نقول: “المملكة عذراء.. وحنا رجالها”، فنحن لا نطلق شعارات جوفاء، بل نعبر عن واقعٍ راسخٍ يمتد في جذور التاريخ، مدعومٍ بتضحيات الأبطال الذين جعلوا من أجسادهم سداً منيعاً ضد كل معتدٍ وطامع.

رجال الحد الجنوبي، أولئك الأسود الذين وقفوا في وجه العدو، حاملين أرواحهم على أكفهم، صامدين رغم الظروف، لا يعرفون الانكسار، ولا يتراجعون خطوةً واحدة حين يكون الحديث عن الذود عن تراب هذا الوطن. في صحارى نجران، وجبال جازان، وسهول عسير، هناك رجال لا يهابون الموت، يضحكون في وجه الخطر، ويقسمون أن لا تمس هذه الأرض بسوءٍ ما داموا أحياء.

أما شهداء الواجب، فهم القصص التي تُروى للأجيال القادمة عن معنى الفداء والتضحية. هم الذين رحلوا بأجسادهم، لكن أرواحهم بقيت تحلق في سماء الوطن، تحرسه من كل خائنٍ وجاحد. هؤلاء الشهداء لم يكونوا مجرد أسماءٍ تُسجل في قوائم التاريخ، بل كانوا أبناءً وأشقاء، آباءً وأصدقاء، تركوا خلفهم قلوبًا تنبض بالاعتزاز، ووطناً يدعو لهم في كل صلاة.

وفي الداخل، هناك جنودٌ لا يحملون السلاح، لكنهم في معركةٍ لا تقل أهمية، معركة البناء والتطوير. فكل معلمٍ ينشئ جيلًا واعياً هو جندي، وكل طبيبٍ يسهر على أرواح الناس هو جندي، وكل مبتكرٍ يسهم في نهضة الوطن هو جندي. رجالها ليسوا فقط في الميدان، بل في كل موقعٍ يدفع هذا الوطن للأمام.

اليوم، المملكة ليست مجرد دولة، بل قوةٌ سياسيةٌ واقتصاديةٌ وعسكريةٌ يحسب لها العالم ألف حساب. تقف شامخةً بثقلها الإسلامي، واقتصادها القوي، وحضورها الدبلوماسي الذي لا يمكن تجاوزه. يقودها رجال أوفياء، ويسير خلفهم شعبٌ لا يرضى إلا بالقمة.

هذه الأرض لم تعرف إلا المجد، لم تنحنِ يومًا، ولن تفعل، لأنها محفوظةٌ بعناية الله، محروسةٌ بوفاء أبنائها. فليبقَ الأعداء في حقدهم، وليحاول الطامعون أن يمسوا أمنها، لكن ليعلم الجميع أن المملكة عذراء.. وحنا رجالها، وحين يتعلق الأمر بالوطن، فلا مكان للمساومة، بل للدم، والشرف، والنصر.

كاتبة رأي

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى