كُتاب الرأي

المملكة تقرأ

 

المملكة تقرأ

تبقى الثقافة والأدب والفكر والفن والموروث والاهتمام بها جميعاً ؛ من المعايير والمقاييس الحديثة والمتطورة في تقييم وقياس تقدم الأمم والشعوب ، فكلما كانت تلك الموروثات والثقافات المختلفة والمتباينة حاضرة ومشاهدة في العالم المشاهد المنظور كان للأمة والشعب حضور مميز ورائع وجميل .

والعالم اليوم الذي صنع من نفسه قرية صغيرة ، بل شاشة صغيرة جداً ، يرى العالم من خلالها ومن خلال كل ما يميزه ! وكل ما لديه من الإيجابيات والمقدرات والإمكانات، وكل عناصر القوة والتميز والإبداع البشري فيه !.

وعرّف العالم الجديد نفسه بنفسه لنفسه ؛ وقرّب ذلك لها ، فهو يرى مثلا ( برج إيفل ) و ( قوس النصر ) اللذان هما في العاصمة الفرنسية باريس كأنها هنا في الدوّار القريب ! ويشاهد تمثال ( الحرية ) الذي يقف عالياً في سماء مدينة ( نيويورك ) في نهاية الشارع هنا !
ويرى برج ( خليفة ) في مدينة دبي كأنه يراه في مكان قريب منه !
وهكذا بقية المعالم العالمية الجميلة يراها من كثرة التكرار والمشاهدة والاهتمام بها ، وربما محبة لتلك المناظر والصور والمجسمات العظيمة ، يراها ويشاهدها قريبة جداً منه !.

إنّ الأمم والشعوب المتقدمة والمتطورة اليوم لا تتكلم كثيراً عن نفسها ، ولا عن إنجازاتها ، ولا عن إمكانياتها، ولا عن اختراعاتها ولا عن ابتكارتها ، ولا عن ما تملك من الطاقات والملكات والمواهب وإنما تدع كل شيء فيها ويميزها ينطق ويتكلم بكل ما سبق !

الثقافة والأدب والفنون بجميع ألوانها وأشكالها من القوى الناعمة الساحرة الفاتنة التي تقدمك للعالم كله إذا أحسنت التعامل مع تلك المنتجات الثقافية والأدبية والفنية ! وأحسنت فنون التسويق والإعلان والإشهار عن منتجاتك
وخدماتك التي تقدمها للعالم اليوم !

أحياناً قد تكون المنتجات والخدمات نفيسة وغاية في التميز والإبداع والتفرد عن سائر المنتجات والخدمات لكنها تقابل من أهلها وذويها وأصحابها بسوء العرض وسوء التسويق والإعلان والإشهار لها !

أمام عالم كبير يحسن التسويق والإعلان والإشهار لكثير من المنتجات والخدمات البسيطة الرخيصة لكنه ينجح في نشرها وبسط نفوذها وجعلها على كل لسان وفي كل مكان !.

المعارض والكرنفالات عموماً هي منصات كبيرة وعظيمة للتسويق والإعلان والإشهار عن الثقافات والآداب والفنون وهي من اللغات التي يفهم ويرحب بها العالم الكبير اليوم ؛ ومعرض الرياض الدولي للكتاب هو من النماذج الثقافية الوطنية المميزة والضخمة المشرفة ، التي تسعى إلى تقديم الوجه الثقافي المشرق الجميل لمملكتنا الحبيبة .

(المملكة تقرأ) أو ( الرياض تقرأ ) من المشاريع والبرنامج والمبادرات الثقافية الجميلة والتي من خلالها يرى ويشاهد ويسمع العالم كله ما وصلنا إليه من التقدم والإزدهار الحضاري .

( المملكة تقرأ ) محطة كبيرة وعظيمة لتقديم ما لدينا من الآداب والفنون والثقافة السعودية العربية
الإسلامية للعالم العربي والإسلامي والعالم الكبير .

آن الأوان للعالم كله أن يقرأ لنا ! ويسمع لنا ! ويشاهدنا ! ويكتب عنّا ! ويؤلف عنّا ! ويزور أرضنا ومملكتنا الحبيبة! فنحن إن شاء الله تعالى قلب العالم القادم بفضل الله تعالى ثم بفضل رؤيتنا الرائدة العظيمة.

(المملكة تقرأ ) تعطي قراءة جميلة ورائعة لتقدمنا في تحقيق رؤية المملكة العربية السعودية( 2030 ) بقيادة حكيمة ورشيدة من خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود حفظه الله تعالى ورعاه وولي عهده الأمين صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز آل سعود حفظه الله تعالى ورعاه .

المملكة اليوم تقرأ وتعمل وتبدع وتتقدم وتقود إلى غد واعد جميل ورائع بإذن الله تعالى.

يقول الشاعر الدكتور :
سالم بن رزيق بن عوض

وطنٌ يغني الحب في أرجــائه
وعلى مدائنه الكبــــار كبـــارُ

فهنا ( الرياض) عروسة محروسـة
عذراء ! يكلؤها الغداة وقـــارُ

وهناك ( جدة) في المدائن آيـــة
والبحر يكتب حسنها ويغــــارُ

و(الطائف) المأنوس يسفح ضاحكا
كالورد ! كالنفح الجميل يثــارُ !

المصلح والمستشار الأسري
د. سالم بن رزيق بن عوض.

د. سالم بن رزيق بن عوض

أديب وكاتب رأي وشاعر ومصلح ومستشار أسري

‫2 تعليقات

  1. مقال أكثر من رائع بأسلوب أدبي رشيق خفيف الظل يلامس واقع وتطلعات المجتمع السعودي ويناقش محاور تشكل أهمية في موروثنا وامتدادا للثقافة المتأصلة في جذورنا التاريخية وأنتهز هذه الفرصة لنهنيء الدكتور الأديب الشاعر سالم رزيق بهذا المقال الذي يجذبك لقراءة سطوره وكلماته الصادقة.

    1. السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
      سعادة الأديب الإعلامي المبدع
      محمد حامد الجحدلي
      شكرا لكم على مروركم الجميل
      وعلى تلك الكلمات الجميلة التي
      شرفتنا بها …
      ونحن نأتي بعدكم أيها
      الكاتب الإعلامي الكبير .
      شكرا لكم من الأعماق
      وإلى الأمام دائما وابدا…

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى