المعلم.. شرارة الإبداع ومرآة المستقبل
المعلم.. شرارة الإبداع ومرآة المستقبل
مهما بلغ التطوّر وتسارعت طرق التربية والتعليم، يبقى المعلّم والمعلمة الأثر الذي لا يُنسى، والرفيق الصادق، والمحفّز الذي يُشعل في طلابه جذوة الإبداع وحبّ البحث، لينطلقوا متحررين من أسوار المدرسة إلى فضاء أرحب.
فلا شيء يمكن أن يعالج القضايا التعليمية الشائعة اليوم – ابتداءً من ضعف التحصيل والقصور العلمي، وصولًا إلى إخفاقات الطلاب والطالبات في الاختبارات الوطنية والدولية – سوى معلم مخلص أمين، مؤمن بمهنته، مستشعر لعظم مكانته ورسالته، يقابله طالب مؤمن بقدراته، واثق بنفسه، ذو دافعية ذاتية لا يركن فقط إلى الدوافع الخارجية، محبّ للعلم شغوف به.
ولو تأمّلنا في قصة موسى عليه السلام مع الخضر، لوجدنا أروع الأمثلة التي تبني التعليم على ركيزتين:
• المتعلم الشغوف الذي بلغ هدفه بالإصرار والصبر وتحمّل الصعاب.
• المعلّم الحكيم الذي هيأ الموقف التعليمي الأمثل عبر الحوار والنقاش والتجريب والتساؤل والاستكشاف الموجَّه.
فنجحت عملية التعلّم بلا تلقين، وهذا بالضبط ما نحتاجه اليوم: تعليمٌ حيّ، مستمدّ من القرآن الكريم، وعلى خطاه نسير.
وقد أثبتت أحدث النظريات التربوية – رغم اختلاف مسمياتها – أنها تتفق جميعًا على أن المتعلم هو محور العملية التعليمية، وأن نجاحه مرهون بوجود معلّم مرشدٍ وموجِّه يهيئ له الفرص ويثير المواقف التعليمية، ليصنع متعلمًا للحياة، قادرًا على مواجهة تحدياتها وتغيّراتها، مفكرًا مبدعًا، مسهمًا في خدمة وطنه، حاضرًا في المحافل الوطنية والعالمية.
إن شغف المعلّم بمادته وإيمانه برسالته ينتقل إلى طلابه. وبرغم ما نواجهه اليوم من انخفاض في الدافعية الذاتية لديهم، فإننا قادرون على رفعها عبر:
• تعزيز ثقتهم بأنفسهم.
• تشجيعهم وربط ما يتعلمونه بحياتهم اليومية.
• إقناعهم بأهمية كل موضوع جديد.
• تقدير جهودهم وجعلها معيار التقييم الحقيقي، فالدرجة أداة للقياس، أمّا التقدّم في الجهد فهو القيمة الأسمى.
ونستطيع تحقيق ذلك حين يشعر الطالب بالأمان النفسي، من خلال بيئة تعليمية آمنة قائمة على علاقة حسنة بين المعلم وطلابه، وبين الطلاب أنفسهم؛ بيئة تسمح للطالب أن يُعبّر بحرية وأمان، بلا خوف من الخطأ أو الفشل، ليحاور ويناقش ويشعر بقيمته ودوره في الصف، فتنمو دافعيته للتعلّم.
إن مهنة التعليم مهنة العظماء، الذين يذلّلون الصعوبات، ولا يقفون عند العقبات، بل يجعلون منها جسورًا تعبر بهم إلى فضاء الطموحات، وأمامهم طلابهم الذين يرون فيهم مرآتهم وانعكاس رسالتهم.
بقلم ✍🏻 حصة الجهني
كاتبة رأي



🌷🌷🌷🌷🌷 اهداء لكل معلم ومعلمة جزاك الله خير
👍👍👍