كُتاب الرأي

المشاريع المتعثرة

 

تتوالى إنجازات مشاريع التنمية بالمملكة، في جميع المجالات الحيوية، والتي تتعلق بتحسين البنية التحتية الخدمية، مع الزيادة السكانية الملحوظة في الآونة الأخيرة، إضافة إلى ازدحام الحركة المرورية، في المدن التي شهدت تطورا متزايدا، تعكس النهضة الحضارية التي تعيشها مدن وقرى المملكة، وهي ظاهرة صحية مثل كُبرى المدن العالمية، وينظر لها المواطن على أرض المملكة، بأنها باتت تمثل له من أهم الضروريات، قياسا على رتم تسارع الحياة ومتطلباتها اليومية، ثقة واعتزازا بقيادته السعودية، التي ساهمت بتحقيق أحلامه وآماله، وأدركت أهمية احتياجاته داخل المدن، كما هو الحال في القرى، التي أصبحت تنافس في تطلعاتها المدن الكبرى من حيث البنية والمشاريع العمرانية والترفيهية.

التي تمثل حاضرا مزدهرا لكل مواطن، لابد له بأن يجني ثمار هذه الانجازات، في فترة زمنية قصيرة تحقق بعضها على أرض الواقع، ويتطلع لاستكمال ما تعثَّر منها في فترات زمنية سابقة، لم تواكب الخطط الخمسية والدراسات النظرية، التي لو تمَّ تنفيذ بعضها لكانت مساهماتها أكثر فاعلية، في  اختصار الزمن، وقلَّلَت من حجم التكلفة المادية، من قيمة تلك المشاريع التي بلغت مليارات الريالات، ومع هذا تحمَّلت رؤية المملكة 2030، أعباء الفترة الزمنية السابقة لمعالجة المشاريع المتعثِّرة، واللحاق بركب التنمية الحالية، وزيادة الإنفاق في كل سنة مالية، مقارنة برفع مستوى الحياة المعيشة، وهي ظاهرة عالمية تعيشها دول العالم، فرؤية المملكة 2030 جاءت تشكل منعطفاً إيجابيا، على خارطة الوطن في الزمن القريب.

هذه الإصلاحات التي تضمَّنتها رؤية المملكة 2030، في فترة زمنية لا تتجاوز الثمانية سنوات الماضية، استطاعت أن تنفذ على أرض الواقع، محصلة خطط التنمية الخمسية السابقة، بجودة عالية من حيث الأهمية، والحاجة الفعلية المُلحَّة، لسرعة الإنجاز في وقت قياسي، ولم تقتصر الرؤية على اللحاق بتنفيذ المشاريع المتعثِّرة فقط، وإنما احتوت على مجمل مشاريع التنمية الحاضرة والمستقبلية، بآراء كبار المستشارين، وخبرات عالية من داخل المملكة وخارجها، من المؤكد أنها تعمل على تحقيق الكثير من الإنجازات، خلال الست سنوات القادمة، من عُمر هذه الرؤية 2030، بل تتبعها رؤى عديدة مماثلة، وخطط تجعل من المملكة نموذجا حضاريا، على مستوى العالم، في ظل معطيات ولدت بفضل الله.

ثُمَّ بتوجيهات سمو ولي العهد مهندس رؤية المملكة 2030، والحديث عن القيمة التاريخية عن هذه الرؤية، لن يتوقف ضمن فلسفة الدراسات النقدية، والمناهج الدراسية المقارنة، بين فترة ما قبل الرؤية وما بعدها، في مراحل التعليم العام والجامعي، وعلى مستوى الدراسات العليا، في مرحلتي الماجستير والدكتوراه، بمشاركة رجال الفكر والإعلام وأساتذة كليات الهندسة والاقتصاد وعلماء الاجتماع والتربية، بإقامة ندوات وحوارات فكرية نستنتج منها الفارق الزمني، بين فترة مضت، وفترة نعيش حاضرها، وفترة تحدد مستقبل الأجيال، لبناء استراتيجيات تحقق تطلعات المواطن السعودي، الذي يفخر بما حققته رؤية المملكة 2030 من إنجازات.

محمد حامد الجحدلي

نائب رئيس التحرير

الدكتور محمد حامد الجحدلي

مستشار رئيس التحرير

‫2 تعليقات

  1. لافض فوك دكتورنا المبدع محمد الجحدلي👍

    مقالك هذا يعكس فهما عميقا للتحديات التي تواجه التنمية وكيف يمكن لرؤية المملكة 2030 أن تكون نقطة تحول مهمة. تحليل الفترة الزمنية ومعالجة المشاريع المتعثرة يظهر أهمية التخطيط الاستراتيجي في تحسين مستوى المعيشة.
    شكرًا لمشاركتك هذه الرؤية الإيجابية والمحفزة يا دكتورنا المتميز !”
    وهنيئا لصحيفتنا بقلمك المتوهج✍

    1. سعادة الأستاذة الفاضلة إبتسام عبد العزيز الجبرين مدير تحرير صحيفة آخر أخبار الأرض الإلكترونية شكرا لكرم تفضلك بالثناء على المقال الذي عكس مدى ما تتمتعين به من حس صحفي وإنتماء وطني لكيان المملكة العربية السعودية وهو دليل يُؤكد المهنية والخبرة الإعلامية التي هي جزء من مكونك الشخصي.
      كما أن الكاتب عندما يشعر بالتقدير والثناء من شخصية بحجم مكانتك لابد له أن يُترجم رؤية بلاده وإنجازاتها مشاركا بالرأي والفكرة لإستمرارية العطاء مقدرا لقيادته الرشيدة هذه الرعاية الكريمة من المليك المفدى وسمو ولي العهد لتعيش المملكة في نبض وإحساس كل مواطن عاش على ترابها الطاهر.
      شكرا سيدتي لجميل ثنائك وبلاغة أسلوبك لك تقديري واعتزازي.
      زميلك/ محمد حامد الجحدلي

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى