كُتاب الرأي

المستشفى

 

المستشفى

قد تطلع الشمس وتغيب و الأسرة الكريمة والعائلة الحبيبة وجميع الأفراد الكرام من أولهم إلى آخرهم وهم يرفلون في كمال وجمال الصحة والعافية والسكينة والراحة والهدوء ، ويقومون ويقعدون ، وينامون ويستيقظون ، ويسافرون ويقيمون ، ويذهبون إلى أعمالهم ووظائفهم ويعودون ، وهم في سعادة غامرة وسرور ومحبة وصحة وسلامة وعافية.

وقد يكون هذا هو البرنامج اليومي لكثير من الناس ولله الحمد والمنة ! فالجميع يرفل في كمال نعمة الصحة والعافية والسكينة والراحة والهدوء والسلامة، وقد تمر به الأيام والليالي كذلك ، حتى يألف هذه المحطات والمراحل من الحياة اليومية الحالمة حقيقة ؛ لكنها سرعان ما تتغير وتتقلب ، وتظهر الحياة على وجه آخر غريب عجيب غير الصورة النمطية اليومية! .

في لحظات اليوم أو الليلة تظهر الحياة للناس شيئاً من الوجه الآخر الذي تملكه وقد تخفيه أحياناً كثيرة ؛ إنه وجه الأمراض والأسقام والأوجاع والهموم والغموم والآلام والأحزان والمصائب المرضية حقيقة .

قد يصبر بعضهم رغم قوة علله وأوجاعه وأمراضه ؛ وقد يتصابر مع تلك العلل والأوجاع إلى حين ، ولكنه في النهاية ، سوف يطلب المساعدة ، ويكون ذلك بالتوجه إلى أحد المستشفيات أو المراكز الصحية الحكومية أو الأهلية الخاصة ، فيجد لتلك الآلام والأمراض والأسقام والعلل العلاج المناسب.

إن الذهاب إلى المستشفيات أو المراكز الصحية في واقع حياة الناس ليس ترفاً أو ترفيهاً وإنما هو استجابة طبيعية فطرية لدفع الأوجاع والأسقام والعلل وجلب الصحة والعافية والراحة والسلامة.

إن الجهود الطيبة التي تبذل من وزارة الصحة ، جهود كبيرة وعظيمة ومميزة ، وحقها على الجميع أن تذكر بشكل يومي فيشكر عليها كل من يعمل بجد واجتهاد وإخلاص وتفاني في هذه الوزارة المباركة ، وكذلك جميع الأطباء والطبيبات و الموظفين والموظفات في القطاع الحيوي الحكومي والأهلي الخاص على حد سواء .

إن دفع المرض للمريض بالدخول إلى قسم القلب مثلاً أو قسم الباطنية أو قسم الأنف والأذن والحنجرة أو قسم العظام أو أي قسم من الأقسام في المستشفى والدخول إليه ليرى بعينه مراحل المرض في المرضى الذين يشبهونه في التشخيص للمرض ، لهو الأمر العظيم الذي عليه أن يتوجه إلى الله تعالى بالدعاء والدعاء وسؤاله الصبر والمصابرة والأجر والمثوبة .

داخل الأقسام المختلفة في المستشفى هناك عالم بل عوالم من الناس الذين كانوا قبل ذلك أصحاء أقوياء ، يملأون الأرض والسماء علماً وعملاً وقوةً وجهداً ، ونشاطاً وحيوية ، وأثراً وتأثيراً لكنهم اليوم في تلك الأقسام المختلفة والمتباينة ، ينامون ويقعدون ، ويصبحون ويمسون وهم يرون أن الزمن قد توقف بهم ، وهجرهم ربما الناس من أقاربهم وزهدوا حتى في زيارتهم ! .

هؤلاء الناس المرضى يقضون في غرف التنويم ربما اليوم أو اليومين أو حتى الخمسة أيام ، وربما شعر بعضهم بالمشاعر والأحاسيس والعواطف السلبية والسوداوية أثناء التنويم ، وقد يعتاد بعضهم أجواء المستشفى ، ويعتاده المرض ربما بسبب الأوضاع النفسية والمزاجية التي تمر به في تلك الحالات المرضية .

إن زيارة المرضى عامة من أفضل وأكمل وأحسن الأعمال الصالحة الكريمة التي تقرّب المرضى من الصحة والعافية والشفاء العاجل ، والتي كذلك تقرب العباد إلى الله تعالى ثم إلى رضوانه ثم إلى جناته في الدنيا السعادة في الحياة وجناته في الآخرة الفردوس الأعلى منها ، متى ما عمل العباد هذه العبادات لوجه الله تعالى.

ومن جميل آداب زيارة المرضى في المستشفى:

اولاً: حضور الزوّار في وقت زيارة المرضى التي حددها المستشفى.

ثانياً: الإلتزام بالتوجيهات والتعليمات التي تصدرها وزارة الصحة في هذا الشأن وعدم التهاون أو التجاوز لتلك التعليمات والتوجيهات.

ثالثاً: عدم اصطحاب الأطفال الصغار أو أصحاب المناعات الضعيفة حتى لا تنتقل إليهم الأمراض والأسقام والأوجاع .

رابعاً: أن يحمل الزوّار بين أيديهم الهدايا الجميلة والبسيطة كباقات الورود والزهور لما لها من آثار إيجابية على نفسيات المرضى .

خامساً: إفشاء السلام أثناء الدخول على المرضى من الرجال أو النساء أو الأطفال .

سادساً: الحديث الهادئ والمنضبط مع المرضى وعدم رفع الصوت أثناء الحديث والكلام .

سابعاً: أن يترك الوقت الكافي والفرصة الكافية للمرضى أن يتحدثوا عن أمراضهم أو عما يشاؤون الحديث والكلام فيه فهذا جزء من العلاج المعنوي الفعال ، ومن افضل وأجمل أهداف زيارة المرضى .

ثامناً: أن تكون موضوعات أحاديث الزوّار عن الصحة والعافية والتفاؤل والأمل والإيجابية وأنهم إن شاء الله تعالى على باب خروج قريباً .

تاسعاً: عدم الحديث عن الأمراض والأسقام والأوجاع وخصوصاً عن الموت والموتى وأخبار السابقين الذين ماتوا بأسباب هذه الأمراض أو تلك .

عاشراً: أستقبال وتوديع المرضى بالدعاء لهم بالصبر والمصابرة ثم بالأجر الكبير من عند الله تعالى ثم بالصحة والعافية والسلامة والخروج القريب من المستشفى بإذن الله تعالى…

المصلح والمستشار الأسري
د. سالم بن رزيق بن عوض.

د. سالم بن رزيق بن عوض

أديب وكاتب رأي وشاعر ومصلح ومستشار أسري

‫4 تعليقات

    1. السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
      حبيبنا الغالي أبا عبدالعزيز
      شكرا شكرا لكم على مروركم الجميل
      وجعل الله تعالى مثل ما قلتم
      وجزاكم الله تعالى عنا خيرا…
      أيها الخل الوفي

    1. السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
      سعادة مديرة تحرير صحيفة آخر أخبار الأرض
      الأستاذة ابتسام الجبرين
      شكرا شكرا لكم على الدعم والمساندة التي تقدمونها
      لنا ولكل كتاب الصحيفة المميزين المبدعين.
      وهذه الفئة الغالية التي تعمل في المستشفيات
      والذين يراجعون أو ينامون على الأسرة البيضاء
      يستحقون منا كل كلمة طيبة وثناء عاطر .
      فجزاكم الله خيرا
      وإلى الأمام دائماً وأبداً ….

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى