كُتاب الرأي

(المدينة التي لا تنام)

(المدينة التي لا تنام)

……..
ترحيب حار وحفاوة استقبال وابتسامات مشرقة وروح خفيفة تتوق إلى مساعدتك ومساندتك ، كل ذلك تجدهُ في المدينة التي لا تنام في المملكة العربية السعودية -مكة المكرمة-العاصمة الدينية المقدسة والتي تحوي على أطهر بقعة على وجه الأرض بيت الله الحرام ، التي يهفو لها ويتمنى زيارتها ويكون مُدرج ومن ضمن جدول أولويات كل مسلم على وجه الأرض..
نحن نعلم أن عدد المسلمين حسب آخر إحصائية لهذا العام 2025م ما يقارب من اثنين مليار مسلم تقريباً ، يشكّلون حوالي 24.1% من سكان العالم..
نعم كل مسلم على هذه الأرض يتمنى زيارتها بقصد الحج أو العمرة ، لذا نجد -أم القرى-مكة المكرمة مستيقظة على مدار أربع وعشرين ساعةً ، متأهبة مُحتضنة بكل حب وترحاب كل من يصل إليها من المسلمين..
منذُ الأزل ولا زالت هذه المدينة تحتضن القادمين إليها ، وكان هذا ظاهراً جلياً في كتابنا العظيم القرآن الكريم ، قال تعالى على لسان سيدنا إبراهيم عليه السلام داعياً في سورة البقرة ، الآية 126: {وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ رَبِّ اجْعَلْ هَذَا بَلَدًا آمِنًا وَارْزُقْ أَهْلَهُ مِنَ الثَّمَرَاتِ مَنْ آمَنَ مِنْهُمْ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ}..
وفي سورة إبراهيم الاية 37 أيضاً على لسان سيدنا إبراهيم عليه السلام داعياً : ﴿ربَّنَاۤ إِنِّیۤ أَسۡكَنتُ مِن ذُرِّیَّتِی بِوَادٍ غَیۡرِ ذِی زَرۡعٍ عِندَ بَیۡتِكَ ٱلۡمُحَرَّمِ رَبَّنَا لِیُقِیمُوا۟ ٱلصَّلَوٰةَ فَٱجۡعَلۡ أَفۡـِٔدَةࣰ مِّنَ ٱلنَّاسِ تَهۡوِیۤ إِلَیۡهِمۡ وَٱرۡزُقۡهُم مِّنَ ٱلثَّمَرَ ٰ⁠تِ لَعَلَّهُمۡ یَشۡكُرُونَ﴾..
ومازالت الأفئدة تهوى زيارة بكة المكرمة وتتمنى زيارتها والإقامة فيها ، الزائر لهذه المدينة الحيوية يتلمس خصوصيتها في قلب كل من بها من زائرين ومقيمين وساكنين وقائمين على خدمتها ، وحكومتنا الرشيدة كانت ومازالت تعطي أولويتها لهذه المدينة المباركة في كل الخدمات ، نجدها من المُدن العالمية الذكيّة ، التي واكبت كل جديد والفضل يعود بعد الله سبحانهُ وتعالى لرجال المملكة الكرام من موحدها الملك عبدالعزيز ال سعود رحمه الله مروراً بأبناءه الكرام الملوك سعود وفيصل وخالد وفهد وعبدالله رحمهم الله جميعاً وصولاً لملك العزم والحزم سيدي الملك سلمان بن عبدالعزيز حفظه الله ورعاه و رؤية 2030 لسيدي ولي العهد حفظه الله -العرّاب- الأمير محمد بن سلمان ، فقد كان جزء كبير من هذه الرؤية خاصة بالعاصمة المقدسة-مكة المكرمة- من حيث التهيئة والتنظيم لتتمكن من استقبال الملايين من الزوار المسلمين ، ونجحت حكومتنا في ذلك ، نجد البُنية التحتية المتكاملة الضخمة التي لا تشابهها بنية قوية ، مع المشاريع الكبيرة التي تم تنفيذها والتي مازالت تحت التنفيذ بدء من التوسعة الثالثة للحرم المكي مروراً بمسار مكة الذي سوف يكون واجهة رائعة وراقية للدخول إلى مكة المكرمة ، ومشروع حراء الثقافي والسياحي ومعرض برج الساعة الفخم الذي تفوّق على الكثير من المعارض الثقافية العالمية ، بينما نجد المباني الفُندقية وخدماتها على أعلى مستوى من الرفاهية والتكامل وفي حالة تنافس كبير لخدمة ضيوف الرحمن ، خدمة المواصلات عالية الدقة والجودة من طيران لقطار مُخصص باسم الحرمين الشريفين لشبكة مواصلات عامة مجانية وخاصة على مدار الساعة ، لمطاعم ومقاهي متنوعة تُرضي جميع الزائرين ، لخدمات لا يمكن حصرها داخل محيط الحرم المكي من خدمات إرشادية وتعليمية وتثقيفية على مدار الساعة خلال اليوم ومكتبة ضخمة داخل الحرم المكي تحوي نفائس الكتب والمخطوطات القديمة والحديثة ، والخدمات الصحيّة داخل الحرم وخارجهُ حرصاً على صحة الزائرين ، والتحدي الأكبر خدمة النظافة العامة والصيانة المستمرة للحرم المكي والساحات المحيطة به رغم اكتظاظ المكان وازدحامه بالزائرين ، ولكن يتم تطهير المبنى وفرشهُ وتطيبه بأفخر أنواع الطيب وصيانة مرافقهِ بكل سلاسة وسهولة واحترافية رغم الزحام ،  ولا ننسى مشروع كسوة الكعبة المشرفة ذلك المشروع الضخم المُقام بأيدي سعودية على مستوى عالي من الحرفيّة والدقة ، ومشروع سُقيا ماء زمزم وتوفيرهُ داخل الحرم المكي وفي ساحاتهِ الخارجية بالمجان ، كما نرفع الأيادي احتراماً وتقديراً للجهات الأمنية المختصة بتنظيم دخول وخروج الزائرين وسعة صدورهم وترحيبهم الدائم مع كل توجيه وملاحظة للزائرين وحرصهم الدائم على سلامة أمن الحاج والمعتمر ، ولا نغفل وجود العلماء والمشايخ في حالة تأهب للرد على كل استفسار يصلهم من الزوار وبكل اللغات ، كما يتم ترجمة الصلوات والخطب بكل اللغات عبر القناة التلفزيونية المُخصصة لمكة المكرمة والتي تبث للعالم الخارجي وتنقل الصلوات وما يحدث داخل الحرم المكي على الهواء مباشرة على مدار اليوم ، كل ذلك شيء لا يُذكر أمام التحدي الأعظم ، تحدي الزمان والمكان المحدودين بشكل قياسي وهو تنظيم (الحج)، الذي سنوياً حكومتنا ورجالها من أبناءها تُبهرنا بجديدها ، حفظها الله ورعاها ..
كل ذلك يجعلنا نفخر ونعانق السماء ونحتفل بمثل هذا الوطن العظيم برجاله وإنجازاتهُ ونحتفل بيومنا الوطني بكل عزة وبهجة وفرح ،لنردد بشموخ -عزّنا بطبعنا-..
……

الكاتبة : أحلام أحمد بكري

أحلام أحمد بكري

كاتبة رأي وقاصة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى