المدرسة والصحة النفسية للطلاب
المدرسة والصحة النفسية للطلاب
د/ جميلة بخيتان الحربي
تُعدّ الصحة النفسية جزءًا لا يتجزأ من الصحة العامة للفرد، فهي تؤثر بشكل مباشر على طريقة التفكير والشعور والسلوك. ويمكن القول أن الصحة النفسية هي حالة من التوازن العقلي والعاطفي التي تمكن الفرد من التكيّف مع ذاته ومع الآخرين. والمدرسة ليست مكانًا للتعليم الأكاديمي فحسب بل هي من أهم المؤسسات التربوية والاجتماعية
-بعد الاسرة- التي تبني شخصية الطالب و تساعد في نموه النفسي والسلوكي.
والصحة النفسية للطالب تعني القدرة على التكيّف مع البيئة التعليمية، والتعامل الايجابي مع الزملاء والمعلمين والشعور بالأمن النفسي والانتماء داخل المدرسة.
ويُعد تعزيز الصحة النفسية للطلاب داخل المدرسة مطلبًا أساسيًا لتحقيق الأمن والاستقرار النفسي لهم ،بما يضمن اندماجهم في المجتمع والمشاركة الإيجابية فيه، والعمل بإنتاجية ، وذلك لأنشاء جيل متوازن نفسيًا وفكريًا قادر على مواجهة ضغوط الحياة، كما يساعد على تحسين جودة الحياة وزيادة الشعور بالرضا والسعادة عن نفسه ومجتمعه.
وتعزيز الصحة النفسية للطلاب يعمل على ارتفاع معدل التحصيل الدراسي. كما يعزز السلوك التوكيدي على تنمية ثقة الطالب بنفسه، ومساعدته على اتخاذ القرار، والتقليل من المشكلات السلوكية .
ويتأكد دور المدرسة في تعزيز الصحة النفسية للطلبة من خلال الدور الكبير الذي يقوم به الموجه الطلابي لمساعدة الطالب على تحقيق الامن والاستقرار النفسي ، وذلك من خلال الكشف المبكر عن المؤشرات التي تدل على وجود ضغوط أو اضطرابات نفسية ، وخاصة الفئات الأكثر عرضة للضغوط من الطلاب ممن يتعرضون لبعض الظروف الاجتماعية ،أو ممن لديهم بعض المشكلات السلوكية ومساندتهم من خلال الجلسات والمقابلات الفردية أو الجماعية والتي تهدف إلى معالجة الضغوط والمشكلات النفسية. وتوفير البيئة المدرسية الداعمة الآمنة.
كما يتأكد دور المدرسة في تحقيق الصحة النفسية للطلبة من خلال الاهتمام بالعلاقات الاجتماعية الإيجابية داخل المدرسة ،و توفير الدعم النفسي للطلبة، والعمل على تنمية المهارات الحياتية لدى الطالب: مثل مهارة التواصل، إدارة الغضب، اتخاذ القرار، وحل المشكلات. وتنظيم الوقت والنوم بشكل كافٍ.
وتعزيز الصحة النفسية لأبنائنا الطلاب ليس مهمة فردية بل مسؤولية مشتركة بين الأسرة والمدرسة والمجتمع.
وفي اليوم العالمي للصحة النفسية نؤكد على إن الاهتمام بالصحة النفسية ليس ترفًا، بل هو ضرورة لتحقيق مجتمع متوازن وسليم.
كاتبة رأي