المدح والطمع حق للنفس البشرية ولكن

✍️ بقلم: حسين القفيلي
المدح والطمع حق للنفس البشرية ولكن
النفس البشرية طماعة في كل شيء؛ في المال، في الجاه، في الثناء… إلخ، وتريد الخلود، وأن لا تنتهي هذه الحياة، ولكن الله عز وجل خلق الموت والحياة، وكما قال في محكم كتابه الكريم:
“الذي خلق الموت والحياة ليبلوكم أيكم أحسن عملا”.
فهل الطمع حق مشروع للبشر؟
نعم، يمكن أن يكون كذلك، فالطمع فيما عند الله من رزق ورحمة، وحب لدخول الجنة في الآخرة، والفوز في الدنيا، وهذا هو الطمع الذي يجب أن تكون عليه النفس البشرية.
وإذا ما تحدثنا عن الطمع في المال، فهو حقيقة لا يمكن إنكارها، وهو زينة الحياة كما ذكر الله عز وجل في كتابه الكريم، ولكن يجب أن يكون بالحلال، وبالكسب الذي لا يؤدي إلى ظلم الآخرين أو أخذ أموالهم بغير وجه حق، مثل طرق النصب والربا وما إلى ذلك من الطرق غير المشروعة.
إذًا ما هو الطمع المحمود من وجهة نظري؟
هو الطمع الذي لا يُعتبر جشعًا، فالنجاح في الحياة لا يأتي عن طريق الطمع الذي يؤدي إلى الجشع، بل يجب أن يكون بالطموح الذي يأتي بالصبر والتخطيط السليم، وهو الطريق الذي يمكن أن يقود إلى النجاح.
وإذا كان المال عصب الحياة، فهل هو كل شيء للنفس؟!
لا، هناك من يطمع أيضًا في الثناء، بل ويشتريه بالمال، ويوظف له جهات عدة من كتّاب، وشعراء، ومؤثرين على وسائل السوشيال ميديا، فهل هذا حق مشروع أيضًا؟!
والجواب: لا يمكن أن تكره النفس البشرية المديح والثناء، والله عز وجل مدح أنبياءه، فلا أحد من الناس يحب الذم، وإن كان مذمومًا فعله، ويجب أن يُنسب الفضل لأهله، بشرط أن لا يكون هذا المديح من باب الزور والبهتان والنفاق، فيغتر بنفسه حين يُمدح، ويظن أن له فضلًا في شيء، وإنما الفضل لله وحده.
وبعد أن تبيّن الفرق بين الطمع والجشع، والمدح الذي يجب أن يكون، والكسب الحلال، عليك أن تعرف أن لكل نفس حقًا في كل ما هو جميل من مال، أو جاه، أو ثناء من الناس، لكن لا تجعله مصدر رضاك عن نفسك، ولا تربط سعادتك به.