كُتاب الرأي

المحتوى الفاضح!

جابر عبدالله الجريدي

المحتوى الفاضح!

لقد حرص ديننا الإسلامي الحنيف على الحفاظ على القيم والمبادئ السامية التي تحافظ على هيبة الإنسان وتحفظ كرامته، وتجعله مميزاً متكاملاً عن المخلوقات الأخرى، فاهتم بمجال الأخلاق والتربية، وتنظيم اللباس بالنسبة للرجل والمرأة، فحافظ على هيبة الرجل من الإنحلال والإنحطاط، وجعل المرأة جوهرةً ثمينةً عزيزةً بالحياءِ والعفة.

فسن الإسلام قوانيناً وشروطاً للباس الرجل والمرأة وجعل له حدوداً وضوابط لايمكن للإنسان السوي ان يتجاوزها، فقال للمرأة ﴿وَلا تَبَرَّجنَ تَبَرُّجَ الجاهِلِيَّةِ الأولى﴾ وأمرهن الإلتزام بالحجاب وعدم التطيب وإبدى زينتها عند الخروج من بيتها، وجعل للرجل ضوابط في اللباس فلا يجوز له الإسبال، ولا ان يظهر شي من عورته مابين السرة والركبة، وأن يلبس لباساً رجولياً يدل على الشهامة والشجاعة.. ونهى الإسلام أيضاً المتشبهين من الرجال بالنساء ومن النساء بالرجال في حديث.

وللأسف إنتشرت في الآونة الأخيرة الكثير من المحتويات الفاضحة وأفعال الخنى والفجور في المجتمعات العربية والإسلامية وخاصة في برامج السوشيال ميديا (التواصل الاجتماعي) ونتطرق إلى ذكر بعض أسبابها :

أولاً:
ضعف الوازع الديني والنزعة العروبية:
التقوى والإيمان والضعف العقدي بأن الله سبحانه وتعالى لم يشرع للبشرية إلا كل خير وبما يكون منفعة محضةً للرجل والمرأة والمجتمع المسلم بشكلٍ عام، والنزعة العروبية التي تتأصل فيها الحشمة والمروءه والإعتزاز بالقيم والمبادئ حيث كانوا في الجاهلية يعتبرون التبرج والسفور من السفه والخنوع فكانت الشريفات يحافظن على الستر والحشمة وتوصف المنحرفات بأوصاف غير لائقة بالمرأة، وكان الرجال يتفاخرون بالغلظة والشدة والقسوة فكانت المعاير عندهم القوة والصلابة، بينما ينعكس الواقع اليوم ويتجلى ذلك في المحتوى الإعلامي الفاضح سوى من قبل الذكور والإناث فنجد اشياء يستحي المرء من ذكرها غير النظر إليها، نظراً لضعف الوازع الديني والخوف من الله وعذاب الآخره والنزعه العروبية الأصيلة التي ترسم للمجتمع المبادئ والأعراف السامية.

ثانياً:
حب الشهرة وتكسب المال:
قد يستهوي البعض ان يكون مشهوراً في الملا يُذكر ولا يعرف أي محتوى يقوم بتقديمه لكي يحصل على الشهره الواسعه فيلجأ إلى المحتوى الفاضح والمخزي لأنه يخالف الماده الأساسية المعروفة عن المجتمع المسلم والعربي وكما يقولون (خالف تذكر) فتجد حسابات السوشل ميديا تتناقل أخبار فريق المحتوى الفاضح نقداً وتجريحاً لمخالفتهم للقيم المجتمعية فتنتشر صفحات أهل الخنوع بشكل سريع في الوسط الإعلامي وهذا له تأثير كبير على عقليات كثيرة وخاصة الذين في مراحل المراهقة، والرغبة في الكسب المادي لان الشر والفسق مريديه كثير من أتباع الهوى والشيطان فينفقون الملايين بمجرد ان يروا إمراة راقصة وعارية او رجل أنثوي رقيق.

ثالثاً:
دعاوي المنظمات المنادية بالحرية:
هنا الشر المستطير والدائرة الحمراء الخطيره في المنظمات التي تدعي حبها للرجل والمرأة فتنادي ان الحق لهم الحرية في الحياة، فتدعم الشذوذ والتعري والفضيحة بشكل جنوني والمعروف ان هذه المنظمات المجرمة تتلقى دعماً كبيراً من أجندات أجنبية هدفها الأول والأخير إفساد المجتمع العربي والمسلم، فتحاول ان تنشر فيهم الرذيلة والفاحشة وأكبر داعم لها هم أولئك الذين يحتوون في مواقع التواصل الاجتماعي محتوى فاضح، تحاول هذه المنظمات ان تصور للمرأة المسلمة ان المرأة يحق لها ان تذل نفسها وتُهينها وان تصبح حقيرة متعجرفة العوبة بيد الفاسدين وان هذا من الحرية بل وربي ان هذا من السخرية، فالمرأة المسلمة الملتزمة تعيش حياة الأمراء والملوك، بينما نساء وذكور المنظمات يعيشون حياة الكلاب والخنازير، فتدعم الشذوذ وتشجع من لديهم المحتوى الإعلامي المروج له والداعي إليه، فالرجل والمرأة الملتزمين لا يرونهم إلا أنهم حثالة المجتمعات ودنيئي المحتوى الإعلامي الساقط في السوشل ميديا.

رابعاً:
الغزو الفكري من مشاهير الغرب:
إنفتاح العالم وكأنه قرية واحدة، فلا تستطيع أن تعرف المجتمعات بتعريفها التقليدي القديم بل أصبحت مواقع التواصل الاجتماعي مجتمعات تربي أيضاً، ففهي هذه المجتمعات تجد خليطاً من الثقافات ومنها الحضارة الغربية، الكثير من مشاهيرهم الذين كسبوا الشهرة والمال عبر نشر هذه المحتويات الفاضحة، أثر أولئك المشاهير على الكثير من الشباب والشابات في أفكارهم فأصبحوا مغرمين بهم متشوقين إلى تقليدهم، قد يأتي إستعمال الأفراد في مجتمعاتنا لمثل هذه المحتويات نتيجة للتقليد الأعمى للمشاهير الغربيين ولو على حساب المروءة والأصالة والدين والآخرة، فتجدهم مهووسين متأثرين لايردعهم التخويف في دينهم ولا غضب مجتمعاتهم وبلادهم.

الحقيقة ان هناك أسباب كثيرة غفلنا عنها تجعل الشاب والشابة يلجأون إلى مثل هذه المحتويات التي ليس لها صلة لا بديننا ولا أعرافنا ومبادئنا، الحقيقة ان أصحابها معزولين عن العالم فلا يغرك شي مما يقولون، إنما هم سقطوا في الهاوية ويريدون من يسير معهم في ذلك الطريق المظلم.

كاتب رأي – اليمن

 

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى