كُتاب الرأي

‏الماسونيةُ والاتجاهاتُ الخبيثة

 

‏اهتمت الشريعة الإسلامية بالعقل والتفكير اهتماماً واسعاً وكبيرا، ولقد توافرت النصوص في الكتاب والسنة المطهرة على ذلك، وبنظرهٍ بصيرةٍ وفاحصةٍ في بعضِ النصوصِ يتضحُ لنا هذا الأمرُ اتضاحاً جلياً فالتفكيرُ ‏يقي النفسَ من خطرِ الأهواءِ والشبهاتِ والشهوات .

وإنَّ من أخطرِ الأهواءِ والشبهاتِ والتياراتِ الفكريةِ المعاصرةِ ما يعرفُ بالحركةِ الماسونية، والتي أصبحتْ ذرُاعُها في كثيرٍ من الدولِ على هيئةِ أخطُبُوط ان قطعتَ منه ذراعاً بقيتْ كثير من اذرعهِ، ‏ولهذهِ الحركةِ الخبيثةِ أساليبٌ كثيرةٌ ومتنوعةٌ لقتناصِ أبنائنا مثل الإغراءِ بالمالِ والإغراءِ بالجنسِ والوعدِ بالجاه والسلطةِ والإغراءِ ‏بالسفرِ بالرحلاتِ والنزهاتِ ‬ في كثيرٍ من الدولِ وبالذات تلك الدول التي تساعدُ الماسونَ ‏وتشتركُ معهُ في أهدافهِ ‏الاستعماريةِ الجديدة، وأيضا من تلك الأساليبِ التي يستخدمُها الماسون للضغطِ على من يتعاملَ معه هو ما يمسكهُ عليهم من قيودٍ وأغلالٍ كالصورِ والمقاطعِ والمستنداتِ والرشى وغير ذلك من أنواع المستمسكاتِ كل ذلك من أجل تغييرِ أفكارَ ‏من يتعاملَ معهم واتجاهاتهم .

وللماسونِ طرقاً لاصطيادِ الشبابِ منها إثارةُ الشبهاتِ ودسُ الأفكارِ الفاسدةِ وإغراءُ ضعافُ النفوسِ على اعتناقها، واختلاقُ الأكاذيبِ وتشويهِ الغايات النبيلة، والاستهزاءُ بأحكام الإسلامِ وتشريعاتهِ ووصفِ المتمسكين به بالرجعيةِ والتأخرِ والجمودِ وضربِ القدواتِ ‏من علماءٍ ومفكرينَ ومصلحينَ والحطِ من اعتبارهم ‏وتهيئةِ قدواتٍ آخرين من السطحيين في المجتمعاتِ العربيةِ والإسلاميةِ كي يقوموا مقامَ القدواتِ الحقيقيين ‏ومن ثم بثُ الفكرِ الإلحادي المناقضِ والمخالفِ ‏لأسسِ ‏الإسلامِ وتعليمهِ السمحة .

‏إن الحركةَ الماسونيةِ هي حركةٌ يهودية سريةٌ تعملُ بمناهجَ متباينةٍ وأساليبَ مختلفةٍ من أجلِ بسطِ سيطرةِ اليهودِ على العالمِ والتحكمِ بمقدراتِ وثرواتِ وخيراتِ الدول، ومنظماتُ الماسونيةِ كثيرةٌ ودورها جمعُ الأموالِ لإنشاءِ النوادي والمقارِ للماسونيةِ للتجميعِ والإعداد، والهدفُ من وراءِ هذه المنظماتِ تشكيلُ لجانٍ في جميعِ القطاعاتِ كي تخدمَ أهدافَ الماسون .

وللماسونيةِ أشكالٌ كثيرةٌ في الطقوسِ والشعائرِ والرسومِ والملابسِ الخاصةِ والعضويةِ والضرائبِ والجلساتِ الخفيةِ والعضويةِ المستمرةِ والعزله النفسيةِ عن الوطنِ الأم والتجردِ من كلِ ولاءٍ إلا ولاءَ الماسونية .

‏فالحركةُ الماسونية هي شكلٌ من أشكالِ الاستعمارِ الجديدِ للشعوب، استُعملتْ فيه بعضُ الشعاراتِ الرنانةِ والتي دغدغة مشاعرَ بعض الشعوب كالحرية والأخاءِ والمساواةِ بين البشرِ والتعاونِ بين الناس، ولكنَّ حقيقةَ ما وراءِ الماسونيةِ هو إذلالُ الشعوبِ واستعبادُها ‏وبذرُ الخلاف بين أفرادِ المجتمعِ الواحد وبثُ الفسادِ والإنحلالِ بين الناسِ في تلك المجتمعات بحجة الحريةِ والمساوةِ والإنسانيةِ، بل من أهدافها الحقيقيةِ أسقاطُ الحكوماتِ الشرعيةِ وبالذات في العالم العربي والإسلامي وإلغاءُ أنظمةِ الحكمِ الوطنيةِ في البلاد المختلفة .

د/ خالد على الفريدي

د. خالد علي الفريدي

كاتب صحفي _ واكاديمي _ وإمام و خطيب .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى