كُتاب الرأي

(اللهم إنك عفو تحب العفو )

د. سالم بن رزيق بن عوض

 

(اللهم  إنك  عفو  تحب العفو )

مع   دخول   العشر   الأواخر من شهر رمضان المبارك   ومع  طلائع   رحيل  الشهر   الكريم المبارك  ،  ومع  اقتراب  القلوب والأرواح  والنفوس  والعقول  من ذروة سنام  عبادة  الصوم   والغاية  السامية  منه  !  بين  الصائمين والصائمات  وبين ربهم  تبارك  وتعالى  ألا  وهي  درجة ورتبة  التقوى  العالية الفاضلة ؛ يمتلأ  الصائمون والصائمات  بالخير  والفضل والصلاح والبركة.
ولذا   يغلب  عليهم   وعلى  ألسنتهم  سؤال الله  تعالى  بهذا  الدعاء  والذكر   :   ( اللهم  إنك  عفو تحب العفو فاعف عنا… )  ،  ويا   له  من  دعاء  كريم  جميل  ورائع  مبارك   !!  يجمع  للصائمين  والصائمات  الخير  والفضل والصلاح والبركة والتوفيق والسداد والإخلاص   من  أطرافه  !.
فالله  تبارك  وتعالى   من أسمائه الحسنى   ( العفو ) وكذلك  من  صفاته  العليا  (  العفو والصفح )  عن عباده  وعن  زلاتهم   وأخطائهم   ،  وذنوبهم  ومعاصيهم  إذا  تابوا   وأنابوا   وأقبلوا  على  الله  تعالى   بالقلوب الصادقة  الخالصة   السليمة  الطيبة المطمئنة!
يقول الله تعالى   🙁 ذَلِكَ وَمَنْ عَاقَبَ بِمِثْلِ مَا عُوقِبَ بِهِ ثُمَّ بُغِيَ عَلَيْهِ لَيَنْصُرَنَّهُ اللَّهُ إِنَّ اللَّهَ لَعَفُوٌّ غَفُورٌ (60))سورة الحج: آية (60)
ويقول الله تعالى   : ( فَأُولَئِكَ عَسَى اللَّهُ أَنْ يَعْفُوَ عَنْهُمْ وَكَانَ اللَّهُ عَفُوًّا غَفُورًا(99))  سورة النساء:  آية (99)
ويقول الله تعالى   : ( فَامْسَحُوا بِوُجُوهِكُمْ وَأَيْدِيكُمْ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَفُوًّا غَفُورًا (43))   سورة النساء: آية (43)
يقول الله تعالى   :  ( وَإِنَّهُمْ لَيَقُولُونَ مُنْكَرًا مِنَ الْقَوْلِ وَزُورًا وَإِنَّ اللَّهَ لَعَفُوٌّ غَفُورٌ (2))  سورة المجادلة: آية(2) .
عن أم المؤمنين   عائشة رضي الله تعالى عنهما  :  قالت: (قلت: يَا رَسُولَ اللهِ أَرَأَيْتَ إِنْ وَافَقْتُ لَيْلَةَ الْقَدْرِ مَا أَدْعُو؟، قَالَ” تَقُولِينَ: «اللهُمَّ إِنَّكَ عَفُوٌّ تُحِبُّ الْعَفْوَ فَاعْفُ عَنِّي).
وعن أَبي هريرةَ رضي الله ع٠نه  أَنَّ رسولَ اللَّهِ ﷺ قالَ: أَلا أَدُلُّكُمْ عَلى مَا يمْحُو اللَّهُ بِهِ الخَطَايَا، وَيَرْفَعُ بِهِ
الدَّرَجَاتِ؟ قَالُوا: بَلى يَا رسولَ اللَّهِ. قَالَ: إِسْباغُ الْوُضُوءِ عَلى المَكَارِهِ، وَكَثْرَةُ الخطى إِلى المَسَاجِدِ، وَانْتِظَارُ الصَّلاةِ بعْد الصَّلاةِ، فَذلِكُمُ الرِّباطُ، فَذلكُمُ الرِّباطُ رواه مسلم.
من معاني اسم الله تعالى  العفو :
اسم الله تعالى  العفو وهو الغاية في الصفح الجميل  ويأتي بمعنى الإزالة والمحو ،  فالعفو هو المغفرة والرحمة والمحو والإزالة   لها  !
ويقتضي اسم الله تعالى  العفو :
كمال علم الله تعالى بجميع  خلقه.
كمال  قدرته وقوته على  جميع  الخلق .
كمال  الغنى  عن  كل  المخلوقات والموجودات.
كمال  الإرادة
كمال  العزة
كمال  المغفرة
كمال  الملك
كمال  الحكمة .
كمال   العفو .
من آثار اسم الله تعالى العفو :
يقول الله تعالى   :  ( رَبَّنَا لَا تُؤَاخِذْنَا إِنْ نَسِينَا أَوْ أَخْطَأْنَا رَبَّنَا وَلَا تَحْمِلْ عَلَيْنَا إِصْرًا كَمَا حَمَلْتَهُ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِنَا رَبَّنَا وَلَا تُحَمِّلْنَا مَا لَا طَاقَةَ لَنَا بِهِ وَاعْفُ عَنَّا وَاغْفِرْ لَنَا وَارْحَمْنَا أَنْتَ مَوْلَانَا فَانْصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ (286))  سورة البقرة: آية(286).
وعن عبدالله بن عمر رضي الله تعالى  عنهما  أنه قال: لم يكن رسول الله صلى الله عليه وسلم يدع هؤلاء الدعوات حين يمسي وحين يصبح: ((اللهم إني أسألك العافية في الدنيا والآخرة، اللهم إني أسألك العفو والعافية في ديني ودنياي وأهلي ومالي… ).
وعن عوف بن مالك رضي الله عنه أنه قال: (سمِعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يصلي على ميت، فسمعت من دعائه وهو يقول: ((اللهم اغفر له وارحمه، وعافه واعفُ عنه، وأكرم نزله، وأوسع مدخله، واغسله بالماء والثلج والبرد، ونقِّه من الخطايا كما يُنقَّى الثوب الأبيض من الدَّنَس).
العيش مع اسم الله تعالى العفو:
إن  الإخلاص لاسم الله تعالى العفو طريق نجاة وسعادة والعمل بهذا الاسم العظيم المبارك والتخلق  به  في التعامل مع  الناس  هو طريق  النجاة .وعندما  يتملأ   قلب العبد ونفسه وروحه وجميع جوارحه بالله تعالى  العفو الغفور الرحيم الودود الكريم يظهر ذلك على السلوك والتعامل بين الناس ،فالصائمون  والصائمات  يعفون  عن  بعضهم بعضاً ، ويعفون  عن  الأزواج والزوجات الفضليات  وعن  الأولاد وعمن  أخطأ  عليهم  وهم  يغفرون   ذلك  كله  ليغفر  الله  تعالى  عنهم   ويعف  عنهم  كذلك …
فعن أَبي هريرةَ رضي الله عنه  أَنَّ رسولَ اللَّهِ ﷺ قالَ: أَلا أَدُلُّكُمْ عَلى مَا يمْحُو اللَّهُ بِهِ الخَطَايَا، وَيَرْفَعُ بِهِ
الدَّرَجَاتِ؟ قَالُوا: بَلى يَا رسولَ اللَّهِ. قَالَ: إِسْباغُ الْوُضُوءِ عَلى المَكَارِهِ، وَكَثْرَةُ الخطى إِلى المَسَاجِدِ، وَانْتِظَارُ الصَّلاةِ بعْد الصَّلاةِ، فَذلِكُمُ الرِّباطُ، فَذلكُمُ الرِّباطُ رواه مسلم.
عبدالله بن عمر رضي الله أنه قال: لم يكن رسول الله صلى الله عليه وسلم يدع هؤلاء الدعوات حين يمسي وحين يصبح: ((اللهم إني أسألك العافية في الدنيا والآخرة، اللهم إني أسألك العفو والعافية في ديني ودنياي وأهلي ومالي… ).
اللهم  إنك  عفو كريم تحب العفو فاعف عنا…!
مصلح ومستشار أسري

د. سالم بن رزيق بن عوض

أديب وكاتب رأي وشاعر ومصلح ومستشار أسري

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى