(الكوارث والمساعدات السعودية)

محمد سعد الربيعي
(الكوارث والمساعدات السعودية)
منذ قيام هذه الدولة المباركة (المملكة العربية السعودية)، وأياديها البيضاء تمتد لكل أصقاع العالم. وهذه الأيادي البيضاء، أو الخضراء، امتدت لمساعدة الدول حتى قبل أن يُكتشف البترول، مما يدل على أن قادتها لم يكونوا يبخلون على أحد، رغم الحاجة التي كانت تعاني منها المملكة قبل اكتشاف البترول. كانت تتقاسم ما لديها مع الدول الإسلامية والعربية التي تصيبها كوارث، سواء كانت طبيعية أم بشرية نتيجة حروب أو خلافات.
بعد أن منَّ الله علينا في دولتنا بالخير، واكتشف البترول، وأصبحت دولتنا من الدول الغنية في العالم، بدأت في مد يد العون لكل الدول في العالم الإسلامي والعربي، وكذلك لدول من العالم الآخر التي تتعرض لكوارث طبيعية. فنجد المملكة سباقة في هذا المجال الإنساني، وهي لا تتأخر أو تنتظر دعوة أو طلب من الدول المحتاجة، بل تكون المملكة هي المبادرة والساعية لرفع معاناة سكان تلك الدول، وتزويدهم بكل ما يحتاجونه من مساعدات عينية أو مادية. والأمر لا يتوقف عند هذا الحد، بل تساعد حكومات هذه الدول لتجاوز تلك الكوارث، سواء كانت طبيعية أو بشرية كما أشرت.
الحديث يطول في هذا المجال الإنساني الكبير الذي تنفذه المملكة، وتعتبره حكومتها الرشيدة من أعمال الخير التي تقوم بها لمساعدة الآخرين المحتاجين، ورفع الفاقة والفقر عنهم، والوقوف معهم حتى تزول أسباب تلك الكوارث.
كما أشرت، ليس لدي أية إحصاءات أستند إليها أو أستشهد بها لما تقدمه المملكة في هذا المجال الإنساني الكبير، الذي خصصت له المملكة المال والدعم الكبير من ميزانياتها السنوية، وبلغت بذلك، حسب إحصائيات الأمم المتحدة، أول دولة في العالم، وتجاوزت في مساعداتها الدول الكبرى. ولكنني هنا وقفت بنفسي على بعض من تلك المساعدات في دول مثل باكستان وأفغانستان واليمن والأردن، وغيرها من الدول. ودونما أن أكون مكلفاً في ذلك المجال الإنساني، بل تصاحبت تلك المساعدات مع وجودي في مهام أخرى، كنت أنفذها أيضاً لدولتي، وهي جزء من خدمتي التي أتشرف بقضائها في الخارج، لخدمة ديني ومليكي ووطني.
أقول، لقد شاهدت كيف كانت المساعدات توزع في أفغانستان، وكيف كانت توجه في مواكب ورحلات طويلة من سيارات النقل الكبيرة لكل قرية في أفغانستان. لم تفرق فيها المملكة بين البشتون والطاجيك والهزارى، وهو مكون شيعي أفغاني، كانت تصله مساعدات المملكة، كما تصل لمناطق البشتون الأفغان، وكذلك الطاجيك. وشاهدتها في باكستان، وكيف تذهب لمختلف الشرائح والمكونات الباكستانية من بشتون وبلوش وسندي وبنجابي، دون تمييز بين هذه المكونات الكبيرة. وشاهدتها في اليمن، وكيف توزع على مختلف المكونات اليمنية من زيدية وشمالية وجنوبية وحوثية. وهذا لم يتوقف فقط على المساعدات العينية، فقد بنت المستشفيات والمستوصفات والمطارات.
كنت في كويتا، وهي منطقة بلوشية باكستانية، ووجدت مستوصفاً كبيراً يعالج المرضى حينذاك، وكان هذا في عام 2002م، ووجدت أنه كان على تكلفة سيدي خادم الحرمين الشريفين، عندما كان أميراً للرياض. كما وجدت هناك أثراً كبيراً لدولتي في بناء أحياء كاملة، بل مدن على نفقتها، كما وجدت آثاراً إنسانية كانت على نفقة الملك فهد، طيب الله ثراه، والملك عبدالله، والأمير سلطان، رحمهم الله وجزاهم خيراً عن الإسلام والمسلمين. وفي كل من باكستان وأفغانستان، وجدت لدولتي أعمال خيرية كبيرة لم تقم بها أية دولة في العالم.
هذا خلاف ما وجدته في اليمن من بناء مطارات ومستشفيات وفتح وتعبيد طرق في كل المحافظات الشمالية والجنوبية، حتى في صعدة، مسقط رأس عبدالملك الحوثي، هناك مستشفيات، وإحدى تلك المستشفيات بُنيت على نفقة المملكة، ولازالت تقدم فيه العلاج والدواء، وكذلك دفع مرتبات العاملين فيه من مختلف الكوادر.
الحديث يطول وذو شجون، وما يقوم به مركز الملك سلمان الآن من أعمال خيرية وإنسانية في كل العالم، ما هو إلا دليل على الجانب الإنساني والأخوي والإسلامي الذي تحس به المملكة، وتتشارك به مع المسلمين، ضمن مشاعر إسلامية منقطعة النظير، لا يمكن لأي دولة أو كيان أن يقوم بمثل ذلك كما أسلفت القول.
لعلنا الآن نشاهد ما يقوم به مركز الملك سلمان من تقديم مساعدات قاربت لحد الآن عشرين طائرة مساعدات كبيرة وعملاقة، لم تفرق في توزيعها بين المكونات اللبنانية (شيعية – مسيحية – سنية). ورغم ما قام به حزب الشيطان ضد مملكتنا من تآمر وتخطيط واستهداف، إلا أن المملكة أوصلت مساعداتها لهذا المكون الشيعي الذي كان يضمر لدولتنا الشر، وكان خبراؤه في اليمن يعملون على قدم وساق في استهداف المملكة.
وقبل لبنان، كان مركز الملك سلمان في السودان يقدم المساعدات للشعب السوداني الشقيق، الذي تعصف به ظروف حرب قاسية بين طرفين سودانيين، وتعمل دولتنا الآن على محاولة الإصلاح وإيقاف الحرب، ليعم السلام في السودان الشقيق. وكذلك ما يقوم به مركز الملك سلمان في غزة من إرسال المساعدات التي عبرت البحار والأجواء لمساعدة أهل غزة المكلومين.
الشاهد والمهم في هذا المقال، والمقصد منه، هو السؤال الكبير: أين إيران من هذه المساعدات؟ وماذا قدمت للعالم الإسلامي الذي توجه إليه نشاطها ومخابراتها وسفاراتها ومراكزها الثقافية في نشر التشيع والإرهاب والقتل والاغتيال وشراء الضمائر؟ أقول: ماذا قدمت لغزة التي ورطتها في حرب أحرقت الأخضر واليابس؟ ماذا قدمت للبنان الآن، الذي تهجر سكانه من الجنوب إلى الشمال وسوريا، وهو مكون شيعي كانت ولازالت تراهن عليه إيران من أجل قلب نظام لبنان، وتسليم مكونها هناك السلطة، والإلحقه بإيران؟ ماذا قدمت لليمن، ومكونه الزيدي والحوثي؟ ماذا قدمت لمكونها في أفغانستان (الهزارى)؟ ماذا قدمت!؟ ماذا قدمت!؟ للإسلام والمسلمين في العالم؟ لم تقدم سوى الدمار والقتل والسلاح لتدمير بلدانهم. نعم، هذا ما تقدمه إيران للمسلمين وأذيالها في العالم. ورغم ذلك، فنجد للأسف من يرى في إيران أنها المنجدة والفازعة لهم، وهم من السذج والمغرر بهم والعملاء والمأجورين لبيع أوطانهم للشيطان الأكبر، إيران!
كاتب رأي
لافض فوك كاتب الصحيفة المبدع👍
وشكراً جزيلاً لك على إثراء الصحيفة بهذه المواضيع المتنوعة والمحتوى الهادف .
👏👏👏👏