نادي القصة

الكنز الحقيقي

بقلم القاصة / سلامة محمد المالكي

كان يا ما كان في قديم الزمان، في قرية صغيرة تقع بين الجبال والوديان، عجوز جميلة تُدعى سلمى. كانت سلمى تتمتع بجمالٍ أخّاذ حتى بعد أن تقدم بها العمر. بشعرها الأبيض الذي يشع بالنور، وعينيها الزرقاوين اللتين تحكيان قصص الماضي، كانت تجذب انتباه الجميع.
عاشت سلمى في بيت صغير مزين بالأزهار، وكانت معروفة بحبها للعناية بالحديقة التي تحيط بمنزلها. كانت تلك الحديقة مليئة بالأزهار النادرة والأشجار المثمرة، وكل من مر بها كان يشعر بالسعادة والراحة.
كان أهل القرية يحبون سلمى كثيرًا، ليس فقط لجمالها، بل أيضًا لحكمتها وطيبتها. كانوا يأتون إليها طلبًا للنصيحة، وكان لديها دائمًا حل لكل مشكلة. كانت تقول: “الحياة مثل الحديقة، تحتاج إلى الحب والرعاية لتنمو وتزهر.”
وفي يوم من الأيام، جاء شاب غريب إلى القرية، كان مسافرًا يبحث عن كنز أسطوري يُقال إنه يُخبأ في أحد الجبال القريبة. عندما رأى الشاب سلمى، اندهش من جمالها وسألها إن كانت تعرف أي شيء عن الكنز.
ابتسمت سلمى وقالت: “الكنز الذي تبحث عنه ليس في الجبال، بل في قلبك. السعادة ليست في الذهب والفضة، بل في الحب والسلام الداخلي.”
لكن الشاب لم يقتنع بكلامها، وقرر أن يستمر في رحلته. قضى سنوات يبحث عن الكنز بين الجبال، ولكنه لم يجد شيئًا سوى التعب واليأس.
وفي النهاية، عاد إلى القرية مرهقًا ومكسورًا. عندما وصل إلى بيت سلمى، وجدها في حديقتها، تزرع الأزهار. جلس بجانبها وقال: “لقد كنت على حق. الكنز الحقيقي كان هنا طوال الوقت، في القلب والعقل.”
ابتسمت سلمى وقالت: “أحيانًا نحتاج إلى الضياع لكي نجد الطريق الصحيح.”
ومنذ ذلك الحين، بقي الشاب في القرية، وتعلم من سلمى فن الحياة وكيف يمكن للإنسان أن يجد السعادة في الأشياء البسيطة. عاش الشاب مع أهل القرية، وشاركهم في العمل والحب، وأصبح جزءًا من تلك العائلة الكبيرة.
وهكذا، استمرت سلمى في نشر جمالها وحكمتها بين الناس، وأصبحت قصتها تُروى للأجيال القادمة.

كاتبة ومؤلفة وقاصة

سلامة بنت محمد المالكي

كاتبة وإعلامية وشاعرة وقاصة ومؤلفة

تعليق واحد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى