الكلمة… مسؤولية لا تُحتمل خفتها

✍️ بقلم: إبراهيم النعمي
الكلمة… مسؤولية لا تُحتمل خفتها
في عالم تتسارع فيه الكلمات أكثر من الأفعال، وتُطلق فيه العبارات دون وعي أو تمحيص، تبرز “الكلمة” كأمانة ثقيلة في أعناقنا، لا تقل شأنًا عن أي مسؤولية نتحمّلها في حياتنا.
فالكلمة، وإن كانت مكونة من حروف بسيطة، إلا أن أثرها عميق ومديد. قد تُسعد إنسانًا أو تُحزنه، ترفع من شأن شخص أو تُسقطه، تُقرّب بين القلوب أو تُباعدها. إنها ليست مجرد صوت يُقال، بل معنى يُسكن في القلوب، ويترُك أثرًا قد لا يُمحى مع مرور الزمن.
ما أكثر الكلمات التي أفسدت علاقات، وشتّتت أسرًا، وأشعلت خلافات، فقط لأنها قيلت دون وعي أو مسؤولية! وما أكثر الكلمات التي داوت جراحًا، ورمّمت صدوعًا، ورفعت من معنويات من حولنا! نحن من نختار أيّ الكلمات نطلقها، فنكون إمّا بناة أو هادمين.
وقد علّمنا الدين والخلق القويم أن نزن كلماتنا قبل أن نقولها، وأن نُراعي التوقيت والمقام. فالكلمة إن خرجت لا تعود، وإن جرحت، فقد تترك أثرًا لا يُندمل.
إن الصدق كلمة، والكذب كلمة، والنفاق كلمة، كما أن كل عمل عظيم يبدأ بكلمة. فصلة الرحم، وبداية الخير، والسعي للإصلاح كلها تنبع من كلمة طيبة تُقال بقلب نقي.
إنها دعوة صادقة لكل من يمسك قلمًا أو ينطق لسانًا، أن يتذكر أن الكلمة أمانة. فلنقل خيرًا، أو لنصمت. ولنجعل من كلماتنا جسرًا يُبنى عليه الحب والتفاهم، لا خنجرًا يُطعن به الآخرون.
كاتب رأي