الكفاح المشترك

تبدو هذه العبارة مذهلة ( الكفاح المشترك) عنوان يشدك إليه دونما مقاومة منك ، تبحث فيه عن معناه، وعن منتهاه، وعن صفته ، وطريقة التعاطي معه.
يأخذك للبعيد، تكشف معه أستار الحياة، أقول تكشف معه أستار الحياة لأنه سيُطلب منك المجازفة، المجازفة التي لا تحتمل الفوز ، احتمالية الخسائر فيها كبيرة، عليك أن تعلم هذا الشيء.
اعترف لكم أن اقتحام قلاع الفكر والاحساس ليس بالأمر الهين كما يعتقد البعض ، خاصة إذا ما رغب الفرد في طرح مواضيع هامة تلامس حياة الناس.
الحقيقة هذا الشيء دفعني للكتابة عن الكفاح المشترك الذي ينهض بين طرفين .
هذان الطرفان هدفهما المقاومة من أجل البقاء، من أجل العيش ، من أجل الحياة ، من أجل أنفسهم.
يتخذان موقفًا هامًا من بعضهما ، يعتمدان فيه على قاعدة : إلى رفيق القلب لا رفيق الدرب.
علينا أن ندرك أننا بحاجة إلى الإحساس حتى نفهم ماذا يعني شيء مشترك!
فالإحساس كالجسد يصيبه البرد ، إن لم يحتضنه دفء الاهتمام ، وعليك أن تكافح بجد حتى تضمن الدفء ، غريب هذا الإنسان ، لا يستطيع العيش في غربة ، ولا يقدر على مقاومة وحشة الروح ، فكما نعلم أن وحشة الروح يرافقها حزن شديد إن لم يشاركها شخص يفهمها ، ويأخذها إلى ديمومة الأمان.
أحيانًا تهديك الحياة شخص يشبهك كثيرًا لدرجة التطابق في كل شيء ، أنت انتصاراته ، وأنت خسائره إن لم يحظ بوجودك في حياته ، كما أنك أنت مكاسبه ، وفوق هذا وذاك أنت كل شيء في الكون.
إن نضجك فيما يتعلق بالكفاح مع الشخص الذي اختارته نفسك يجعلك في حالة من الصمود التام؛ فالصمود من الأركان الرئيسية للشجاعة ،لمواصلة الطريق وعدم الاستسلام ، عندما لا يبدو أنك تحرز تقدمًا أو عندما لا تسير الأمور في صالحك.
لكي ينجح كفاحك مع من تحبه ، ينبغي أن تتحلى معه بخاصية المخاطرة ، من أجل تحقيق الهدف حتى لو لم يكن هناك ضمان للنجاح ، ولأنه ليس هناك ما هو مؤكد في الحياة ، فإن كل التزام تقطعه مع نفسك وكل إجراء تتخذه ينطوي على تلك المخاطرة ، وهذا ما يجعلك تنجح وتتميز في علاقتك مع من اخترت.
الحقيقة أن المستقبل هو ملك للمجازفين ، وليس لمن يسعون نحو الأمن ، نحن نتحدث عمن يريد العيش مع شريكه ومن أجله، ينشد العيش للمستقبل ، العيش من أجل الأمل ، للتأمل ، اعلم رحمك الله أن المستقبل بحاجة إلى كفاح مستمر، إنه ملك للمثابرين والصابرين المستعدين أن يخرجوا من مناطق الهدوء والدعة إلى مساحات الازدهار والانتعاش .
نعيش في عالم تسوده التغيرات والتقلبات ، والاضطرابات الشديدة في العلاقات الاجتماعية ، والأسرية ، والزوجية ، ولأن الناس مركّبون من ثقافات، خاصة أصحاب المصير المشترك، فإن حالات سوء الفهم يمكن أن تحدث وستحدث باستمرار لا محالة، بحكم اختلاف الثقافات ، واختلاف الشخصيات ، ونوع وطريق التربية ، والتعليم ، ونوع وشكل البيئات التي عاش فيها الطرفين،كلها عوامل ستظهر ، وينبغي مقاومتها والسعي لمكافحتها والقضاء عليها من أجل الفوز بالمكانة الملائمة خاصة إذا ما كان الطرف الآخر هو أيضا يكافح من أجلك ولسان حاله يقول : كن في الكون فهذا يكفيني.
ختامًا/ عندما تنشأ مشكلة من أي نوع ، تعامل معها تعاملاً سريعًا ، وعمومًا فإن الكثير من المشكلات عليك أن تعلم أنها عابرة بسبب العوامل الخارجية ، وتتلاشى سريعًا ، عليك أن تستدعي شريكك في كل مرة، وقاوم الميل إلى توجيه لوم او اتهامات أو إصدار أحكام ، وكن متعاطفًا وداعمًا، وبدلاً من أن تتهم وتطالب ، اطرح أسئلة للحصول عل توضيح بشأن ما حدث بينكما بهدوء بعيدًا عن التعصب للرأي ، واستمع بصبر للإجابات.
أخيرًا/ تذكر أن الكفاح المشترك بينكما يطلب الحقيقة ، والصراحة ، والوضوح ،والوفاء، والأمانة قبل كل شيء، وعليك أن تستوعب أنه لا يوجد من يتعمد القيام بشيء يشعر أنه خطأ ، فالجميع يريدون أن يقدموا مشاعرهم لمن اختارتهم النفس ، ويصبحوا أكثر قبولاً ، وأكثر لطفًا.
آخرًا/ هناك مشكلتان شائعتان تسببان معظم الصعوبات في مرحلة الكفاح المشترك بين طرفين اختار كل منهما الآخر: انعدام التوجيه ، وانعدام التغذية الراجعة لكل موقف.
ومع انعدام التوجيه لا يكون من الواضح لدى الشخص ما تريده وتتوقعه ، ففي غياب التعليمات سيبذل أحدكما جهدًا أكبر لمعرفة ما هو غير متوقع من تصرفات أو سلوكيات من الآخر، بشكل عام إذا قلت نسبة الرؤية للأفكار ،أفكار بعضكما وضعفت القراءة للتعابير والتوجهات التي يفترض أن تكون مزروعة بينكما، فالكارثة سوف تحل وتصبح مصدر تثبيط للعزيمة؛ لذا فالنجاح هو أن يتم إخبار كل طرف بما هو متوقع بالتحديد.
في النهاية/
عليك أن تعلم أنّ ٩٩% من أسباب نجاح الكفاح المشترك بين شخصيتين سببه تنامي نسبة التواصل، وازدياد الثقة، وكثرة التضحيات، والصدق، والإخلاص.
انتهى .
علي بن عيضة المالكي
كاتب رأي
أهلا بالجوهرة .
مرورك بحد ذاته جوهر.
ألف شكر لدعمك المميز.
لا عدمتك.
كلمات تساعدك على الكفاح في صراعك الداخلي وتسوقك للتحديد الاهداف والمشاركة
ابدعت أ علي
خديجة العماري
عندما تجد من يشاركك الطريق .. والكفاح …وتتوحد الأهداف
تنبثق من ألاعماق قوة واصرار وتهتف روحك
أنت لست وحد فاستمر
شكراً لعظمة قلمك وقوة طرحك أستاذ علي 👍
شكرا لمرورك أستاذة خديجة .
دعمك ومؤازرتك زاد المقالة جمالاً.
بحق أنت عظيمة
كثير من العلاقات تُهدم بسبب الإختفاء وعدم الوضوح
يتثاقلون الحوار والمواجهه
يجهلون نتائجها العظيمة .يعتقدون أن النقاش قد يؤذي ويقفون عند هذه النقطة
شكراً كاتبا المتمكن صاحب القلم الذهبي
عظيمة أنت، وفكرك يتعاظم مع طرحك وتعليقك.
أستاذة فاطمة شكرا لك
عن جد أنت كائن جميل للغاية
لامزايده على موضوعك وطرحك… كل نجاح يسبقه كفاح 👌🌹ابدعت وأصبت
مرورك يبهج النفس ويبعث فيها الانشراح
شكرا بحجم السماء كاتبتنا المبدعة .
جميل جدا، فعلا العنوان مثير ومشوق
وما اندرج تحت هذهِ الإثارة من سرد وتوضيح وأفكار
روى العقول والأعين وحتى أثرى العاطفة وتجول في العروق ، فكلنا في هذه الحياة نحتاج الشريك الذي نمضي معه للوصول لهدف مُبتغى
ما أجمل التعبير(تجول في العروق)
التعليق يوازي مكانة وحجم المقالة.
شكرا لكم ، وبارك الله جهودكم.
شكرا جزيلا على إثارتك لهذا الموضوع هنا وهناك في مجموعة المواهب ، فهو من المواضيع الجديرة بالنقاش حقا ، وهذا مالمسناه فيكم وحرصكم على المناقشة بدلا من الإكتفاء فقط بطرح المقال في الصحيفة ،
فالنقاش المتبادل يثري الموضوع أكثر👍
سلمت وسلم قلمك كاتبنا المبدع أستاذ/ علي 💐
وتقبلوا تحياتي .
.
أنت نبراس منير
وسبق وقلت لك أنت رقم صعب.
شكرا لك أستاذة ابتسام.