نعمةُ النّوم

نعمةُ النّوم
حالة الاسترخاء والسكون الطبيعية السليمة لجميع أجهزة وأعضاء الجسم ، والتوقف الكامل والتام عن الحركة الطبيعية والتفاعل مع المؤثرات والمثيرات الخارجية ؛ تعرف هذه الظاهرة بالنّوم !.
فالنّوم حقيقة هو ظاهرة طبيعية فطرية فسيولوجية تتصف بها جميع الكائنات والمخلوقات والعوالم الحية الصغيرة والكبيرة ؛ فالمخلوقات الطائرة والزاحفة والتي تعيش في المياه والهواء والصحراء كلها تخضع أجسامها لقانون النّوم .
والنّوم الطبيعي هو شقيق اليقظة ؛ فكما أن النهار معاش لأكثر الكائنات والمخلوقات والعوالم الحيّة ، تتحرك فيه ، وتسعى فيه لأرزاقها وأقواتها ، يأتي الليّل لتنال تلك الأجسام من المخلوقات الحية حظها ونصيبها من الراحة والهدوء والاسترخاء والسكون .
وقد عدّ (إبراهام ماسلو ) في هرم الاحتياجات النّوم ؛ كأحتياج فطري إنساني عظيم ، فكما تحتاج الأجسام إلى الطعام والشراب والسكن كذلك تحتاج إلى النّوم ، وقد قدرت ساعات النوم في الأربع والعشرين اليومية للإنسان الطبيعي ما بين ( 6 /8 ) ساعات في اليوم والليلة.
وقد قرن القرآن الكريم ما بين الموت وتوقف الحياة وظاهرة النوم ! وأن الله تبارك تعالى هو الذي يتوفى الأنفس حين موتها وانقضاء أجلها ، وكذلك يتوفى الأنفس حين نومها ، فالنوم هو صنو الموت والوفاة ! غير أن ظاهرة النوم يأذن الله تعالى للأنفس بالعودة إلى المخلوقات والكائنات الحية!
وقدّم العلم الحديث في العصور المتأخرة بحوثاً وتجارب كثيرة في محاولة دراسة ظاهرة النوم ، ومحاولة الوقوف على جميع مراحلها ؛ وقد خلُص بعضها إلى أن ظاهرة النوم تمر بأربعة مراحل تسمى دورة أو مراحل النّوم وهي :
المرحلة الأولى : مقدمات النوم .
المرحلة الثانية : السّنة في النوم.
المرحلة الثالثة : مقدمات النوم العميق .
المرحلة الرابعة : النوم العميق ( الأحلام ) .
وتعد نسبة معدّل النوم ثابتة عند الشخص الواحد ، بينما تختلف من شخص إلى آخر ، لكنها تتراوح ما بين ( 6 / 8)
ساعات في اليوم والليلة.
والذي يتتبع مراحل الإنسان وأطواره في الحياة الإنسانية يشاهد أن مرحلة الطفولة المبكرة والمتوسطة يغلب عليها ظاهرة النوم ، فالأطفال عادة يستيقظ من النّوم ليعود إليه مرة أخرى ، ويرى الأطباء أن هذه ظاهرة طبيعية فطرية فسيولوجية في النمو لدى الأطفال.
وينمو ويكبر الإنسان ، وينتقل إلى مراحل المراهقة والرشد والقوة والقدرة ومع ذلك يخصص له ! ليس فراشاً للنوم ! بل غرفة كاملة تسمى ( غرفة النّوم ) ! لينام فيها الساعات الطوال ! ويقضي كما يقول العلم الحديث ثلث عمره في النوم فقط !.
حقيقة ظاهرة النّوم للمخلوقات الحيّة من الحيوانات والدواب والإنسان نعمة عظيمة وكبيرة من الله تعالى ؛ سواء أدرك الإنسان أسرارها وبواعثها ام لم يدرك تلك الأسرار والحكم العظيمة والكبيرة.
ولعل من أهم وأعظم أسرار وبواعث ظاهرة النّوم :
اولاً: الاحتياجات الفيسولوجية لأجهزة وأعضاء الأجسام الحيّة.
ثانياً: حكمة الصانع الحكيم اقتضت حدوث تلك الظاهرة الفطرية.
ثالثاً: ظاهرة النّوم هي الجزء الغالي النفيس المكمّل لظاهرة اليقظة في الكائنات والمخلوقات الحيّة .
رابعاً: من حقائق ظاهرة النّوم أنه صنو ظاهرة الموت.
خامساً: برمجة جميع أجسام الكائنات والمخلوقات والعوالم الحيّة من الحيوانات والدواب على حاجتها لظاهرة النّوم .
سادساً: عدم تلبية هذا الاحتياج الفطري الطبيعي السليم يسبب مشاكل واظطرابات كبيرة في الكائن الحيّ .
سابعاً: حد الكفاية من ساعات النّوم لجميع الحيوانات والدواب متقارب وهو في الإنسان ما بين ( 6 – 8) ساعات في اليوم والليلة.
ثامناً: يقضي الأطفال في مراحل الطفولة المبكرة والمتوسطة والمتأخرة الساعات في النّوم الطويل وقد يكون له علاقة بظاهرة النمو في جوانبهم ومجالاتهم المختلفة.
تاسعاً: هناك اظطرابات ما قبل النّوم وتعرف بالأرق ، وهناك اظطرابات أثناء النوم كالحديث والكلام أثناء النّوم والمشي كذلك . وهذه يجب مراجعة الأطباء فيها .
عاشراً: ظاهرة النّوم ظاهرة عظيمة وكبيرة وهي نعمة من نعم الله تعالى على الحيوانات والدواب والإنسان .
ولذا على الناس جميعاً الإلتزام بأوقات نومهم ، وكذلك بالكمية الطبيعية السليمة للنّوم الطبيعي الصحي .والمحافظة على ذكر الأذكار الواردة قبل النّوم وبعده …
وصدق الشاعر العربي الكبير بشار بن برد في قوله :
لَم يَطُل لَيلي وَلَكِن لَم أَنَم
وَنَفى عَنّي الكَرى طَيفٌ أَلَم
إِنَّ في بُردَيَّ جِسماً ناحِلا
لَو تَوَكَّأتِ عَلَيهِ لَاِنهَدَم !
المصلح والمستشار الأسري
د. سالم بن رزيق بن عوض.
شكرا جزيلا لك دكتور سالم على إثراءنا بهذه المعلومات التثقيفية القيمة👍
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
سعادة مديرة تحرير صحيفة آخر أخبار الأرض
الأستاذة القديرة ابتسام الجبرين
شكرا شكرا لكم على مروركم الجميل
على المقال …
والتنويع والتلوين مطلب لكل كاتب
والقارئ الكريم تارة يحتاج بعض المعلومات والمعارف
الجديدة المفيدة، وتارة يحتاج التحفيز والتشجيع لكسب
المهارات الحياتية الأساسية، وتارة يحتاج فقط
الدعم والمساندة والتحفيز والتشجيع…
جزاكم الله تعالى عنا خيرا …
وإلى الأمام دائما وابدا…